الأربعاء، 22 يونيو 2011

مقتطفات من كتاب صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل للشيخ العلامة عبدالفتاح أبي غُدة( المُتوفَّى سنة 1417هـ -1997م رحمه الله تعالى) كتبها صخر المصمودي(1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فهذه مقتطفات من كتاب صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل للشيخ العلامة عبدالفتاح أبي غُدة( المُتوفَّى  سنة 1417هـ -1997م رحمه الله تعالى)    كتبها صخر المصمودي:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=268207:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:


وبعد فقد من الله علي بقراءة كتاب "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل" للشيخ العلامة عبد الفتاح أبي غدة وكنت قد جمعت واقتطفت كثيرا من الفوائد التي يذكرها في كراسة أحببت اتحافكم بها سائلا الله عزوجل ان ينفع بها


وهذا رابط للكتاب كتاب "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم و التحصيل" - د. عبد الفتاح ابو غده pdf
6 ميجا - 150 صفحه
http://www.ahlalhdeeth.net/twealib/0126.pdf
الفوائد:


-قال ابن الجوزي في "صفة الصفوة" الذي اختصر به كتاب "حلية الأولياء"لأبي نعيم الأصبهاني ."إنما أنقل عن القوم محاسن مانقل,ولا أنقل كل مانقل ,إذ لكل شيء صناعة,وصناعة العقل حسن الاختيار".
فأنعم به في البعد زاد مسافر **وأحسن به القرب تحفة قادم.


-قال أبو بكر الصولي الأديب -محمد بن يحيى- :كاتبت أباحنيفة الدِّيْنَوَرِي-أحد نوابغ الدهور وبلغاء البيان-,فأغفلت التاريخ,فكتب إلي :وصل إلي كتابك مبهم الأوان,مظلم االبيان,فأدى خبرا ما القرب فيه بأوفى من البعد منه,فإذا كتبت-أعزك الله-فلتكن كتبك موسومة بالتاريخ,لأعرف أدنى اثارك ,وأقرب أخبارك.
"لباب الاداب"أسامة بن منقذ 20


-قال الإمام أبومحمد التميمي الحنبلي البغدادي-رزق الله-بن عبد الوهاب 396هـ488هـ"يقبح بكم أن تستفيدوا منا,ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا"رحمة الله عليه.


-قال بعض السلف-"الحكايات جند من جنود الله تعالى ,يثبت الله بها قلوب أوليائه" وشاهده من كتاب الله تعالى قوله سبحانه "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك".


-قال أبو إسحاق الغزي(ابراهيم بن عثمان)441هـ524هـ
لا تعجبن لمن أغناه عن أدب ***جهل!فإن العمى يغني عن السرج
أخفاك مكثك في أرض نشأت بها***وليس يعرف قدر الدر في اللجج



-قال ابن رشيد المغربي السبتي675هـ721هـ
فغرب ولا تحفل بفرقة موطن**تفز بالمنى في كل ماشئت من حاج
فلولا اغتراب المسك ماحل مفرقا**ولولا اغتراب الدر ماحل في التاج

يتبع إن شاء الله تعالى ...

الجمعة، 3 يونيو 2011

آية اشتملت على الملل الست وبيان شيخ الإسلام ابن تيميَّة (ت728هـ)رحمه الله تعالى لذلك كتبه محمود داود دسوقي خطابي

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63698
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية اشتملت على الملل الست وبيان شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى لذلك
آية واحدة في القرآن الكريم اشتملت على الملل الست وهذه الآية هي قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
*** فهذه الآية الكريمة جمعت كل الملل التي في الدنيا .
*** وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى سبب ذكر الملل الست هنا بقوله كما في مجموعة الفتاوى، جـ 15ص 267 : " لأن هذه السورة سورة الملة الإبراهمية الذى جادل بعلم وعبدالله بعلم ولهذا ضمنت ذكر الحج وذكر الملل الست " . انتهى.
وقال رحمه الله تعالى في جـ 19 ص110 :" وقال فى آخر سورة الحج التى ذكر فيها الملل الست وذكر ما جعل لهم من المناسك والمعابد وذكر ملة إ براهيم خصوصاً".انتهى.
***وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى في مواضع من مجموعة الفتاوى وغيرها إلى الملل الست منها قوله في مجموعة الفتاوى ،جـ32 ص187-188 :" قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
فذكر الملل الست وذكر أنه يفصل بينهم يوم القيامة ولما ذكر الملل التي فيها سعيد في الآخرة قال :{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً[1] } في موضعين[2] فلم يذكر المجوس ولا المشركين فلو كان في هاتين الملتين سعيد في الآخرة كما في الصابئين واليهود والنصارى لذكرهم فلو كان لهم كتاب لكانوا قبل النسخ والتبديل على هدىً وكانوا يدخلون الجنة إذا عملوا بشريعتهم كما كان اليهود والنصارى قبل النسخ والتبديل فلمَّا لم يذكر المجوس في هؤلاء عُلم أنه ليس لهم كتاب بل ذكر الصابئين دونهم مع أن الصابئين ليس لهم كتاب إلا أن يدخلوا في دين أحد من أهل الكتابين وهو دليل على أن المجوس أبعد عن الكتاب منهم" انتهى.
***وقال في الرد على المنطقيين ، ص 288-289 : " فهؤلاء كانوا يدينون بالتوراة قبل النسخ و التبديل و كذلك الذين دانوا بالإنجيل قبل النسخ و التبديل و الصابئون: الذين كانوا قبل هؤلاء كالمتبعين لملة إبراهيم إمام الحنفاء صلى الله عليه وصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنه حميد مجيد قبل نزول التوراة والإنجيل، وهذا بخلاف المجوس والمشركين فإنه ليس فيهم مؤمن فلهذا قال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
فذكر الملل الست هؤلاء وأخبرأنه يفصل بينهم يوم القيامة .
لم يذكر في الست من كان مؤمناً إنما ذكر ذلك في الأربعة فقط ثم إن الصابئين ابتدعوا الشرك فصاروا مشركين والفلاسفة المشركون من هؤلاء المشركين أما قدماء الفلاسفة الذين كانوا يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئًا ويؤمنون بأن الله مُحْدِثٌ لهذا العالَم ويقرون بمعاد الابدان فأولئك من الصابئة الحنفاء الذين اثنى الله عليهم ثم المشركون من الصابئة كانوا يقرون بحدوث هذا العالَم كما كان المشركون من العرب تقر بحدوثه وكذلك المشركون من الهند " . انتهى.




*** وقال رحمه الله تعالى في الصفدية ، جـ2 ص243-244 : "قال تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}البقرة62
فبين اتصاف السعداء من هذه الأصناف الأربعة بالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وقد ذكر في سورة الحج ست ملل فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
فهنا لما ذكر فصله بينهم يوم القيامة ذكر الملل الست وهناك لما ذكر السعداء لم يذكر إلا الملل الأربع؛ فإن المجوس والمشركين ليس منهم من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً بل كلهم كفار.
والقرآن بين أن السعداء هم الذين اتبعوا الرسل ولا يكون الكامل إلا سعيداً وأن الأشقياء هم المخالفون للرسل فإنما يعذب الله في الآخرة من يخالف الرسل ". انتهى.



[1] - وهذا هو أحد الموضعين وهو في سورة البقرة/ 62 .

[2] - في سورة البقرة/ 62 {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 في سورة المائدة/69 : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69

ذكرالإمام النووي(ت676هـ) رحمه الله تعالى أن في المصحف ثلاثَ لُغات كتبها محمود داود دسوقي خطابي

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63415
السلام عليكم ور حمة الله وبركاته
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه : التبيان في آداب حملة القرآن ، ص 126 : " في المصحف ثلاث لُغات: ضم الميم وكسرها وفتحها .فالضم والكسر مشهورتان والفتح ذكرها أبو جعفر النحاس وغيره" .انتهى.
وقال في المجموع ، جـ1 ص323 :" وفي المصحف ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها افصحهن الضم ثم الكسر وقد أو ضحتهن في تهذيب الاسماء والله أعلم". انتهى.

ذكر الإمام النووي (ت676هـ)رحمه الله تعالى أربع لُغات ل" آمين" كتبه محمود داود دسوقي خطابي

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63418
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الإمام النووي رحمه الله تعالى أربع لُغات ل" آمين"
*** قال في الأذكار ، ص 80 :"وفيه أربع لغات : أصحهنّ وأشهرهنّ: " آمِين " بالمدِّ[1] والتخفيف، والثانية بالقصر والتخفيف[2]، والثالثة بالإِمالة[3]، والرابعة بالمدِّ والتشديد[4] . فالأوليان مشهورتان، والثالثة والرابعة حكاهما الواحدي في أوّل البسيط، والمختار الأولى، وقد بسطت[5] القول في بيان هذه اللغات وشرحها وبيان معناها ودلائلها وما يتعلق بها ...".انتهى.

***وقال في المجموع ، جـ3 ص370 :" وأما لغاته ففى آمين لغتان مشهورتان (أفصحهما) وأشهرهما وأجودهما عند العلماء آمى بالمد بتخفيف الميم وبه جاءت روايات الحديث (والثانية) امين بالقصر وبتخفيف الميم حكاها ثعلب وآخرون وانكرها جماعة على ثعلب وقالوا المعروف المد وإنما جاءت مقصورة في ضرورة الشعر وهذا جواب فاسد لان الشعر الذى جاء فيها فاسد من ضرورية القصر وحكى الواحدى لغة ثالثة آمين بالمد والامالة مخففة الميم وحكاها عن حمزة ولكسائي وحكي الواحدى آمين بالمد أيضا وتشديد الميم قال روى ذلك عن الحسن البصري والحسين ابن الفضل قال ويؤيده أنه جاء عن جعفر الصادق أن تأويله قاصدين اليك وأنت الكريم من أل تخيب قاصدا وحكى لغة الشد أيضا القاضي عياض وهى شاذة منكرة مردودة ونص ابن السكيت وسائر أهل اللغة علي أنها من لحن العوام ونص اصحابنا في كتب المذهب علي أنها خطأ قال القاضى حسين في تعليقه لا يجوز تشديد الميم قالوا وهذا أول لحن سمع من الحسين بن الفضل البلخي حين دخل خراسان وقال صاحب التتمة لا يجوز التشديد فان شدد متعمدا بطلت صلاته وقال الشيخ أبو محمد الجوينى في التبصرة والشيخ نصر المقدسي لا تعرفه العرب وان كانت الصلاة لا تبطل به لقصده الدعاء وهذا أجود من قول صاحب التتمة " . انتهى.
*** وقال أيضاً في جـ 3 ص 373 من المجموع :" وقد تقدم بيان لغاتها وان المختار آمين بالمد وتخفيف الميم" . انتهى.

[1] - أي: بمد البدل مثل:آدم.


[2] - أي: أَمِين .

[3] - أي: إمالة الهمزة.

[4] - أي: ءآمِّين .


[5] - أي : في كتابه تهذيب الأسماء واللُّغات ، عند :" أمن" .

ذِكرالإمام ابنِ تيميَّة(ت 728هـ رحمه الله تعالى) في كتاب الاستقامة علامة لأهل السنة والجماعة عند الكبر كتبه محمود داود دسوقي خطابي

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63163
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذَكَرَ الإمامُ ابنُ تيميَّة- رحمه الله تعالى – في كتاب الاستقامة ، جـ1 ص364 علامة لأهل السنةوالجماعة عند الكبر وفي نهاية العمر ، [نسأل الله تعالى وحده حُسن الخاتمة ]فقال ونعم ما قال رحمه الله تعالى : " هذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه ... ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته
؛ ولهذا ظهر ذلك ظهوراً بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حُسنُها وبهاؤها حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عَظُمَ قبُحُها وشَيْنُها حتى لا يَستطيعُ النظرَ إليها مَنْ كان مُنبهراً بها في حال الصِّغَرِ ؛لجمال صورتها" .انتهى.

بداية أي عنوان لها ثلاثة أوجه إعرابية ،كتبها محمود داود دسوقي خطابي

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63621
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن بداية أي عنوان لها ثلاثة أوجه إعرابية وهي:

1- نعرب أول كلمة خبراً.
2- نعرب أول كلمة مبتدأً.
3- نعرب أول كلمة مفعولاً.
*** ومثال ذلك لو قلنا: " كتاب الطهارة " كعنوان
فإن لكلمة كتاب ثلاثة أوجه في الإعراب كما قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله تعالى في حاشية الرَّوْضِ المُرْبِعِ شرح زادِ المُسْتَقْنِعِ ،ج1 ص 54 (1)
قال رحمه الله تعالى في إعرابه لكلمة كتاب من المثال السابق :
*** خبر مبتدأ محذوف أي: هذا كتاب[1] .
*** أو مبتدأ خبره محذوف .
*** أو مفعول لفعل محذوف .




[1] - قلتُ: أو أي مبتدأ يستقيم به الكلام مثل: كتابنا ...درسنا ...وما شابه ذلك.

منهاج مقترح لتدريس العقيدة الإسلامية كتبه محمود داود دسوقي خطابي


بسم الله الر حمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله


أما بعد فهذا


منهاج مقترح لتدريس العقيدة الإسلامية

[ عقيدة أهل السنة والجماعة ]

من خلال ثلاثة مستويات

وسيكون من خلال ذكر أمرين اثنين لا ثالث لهما :
الأمر الأول : ذكر المراجع المقترحة التي تُُستقى منها تلك العقيدة التربوية الإسلامية الكريمة .
الأمر الثاني : ذكر العناوين العامة لكل مستوىً من المستويات الثلاثة وتكون بذلك التربية العقدية متدرجة؛ فينشط لها المتعلم وتشحذ همته كلما انتهى من مستوىً تطلع إلى غيره ...وهكذا درج السلف الصالح في تعليمهم وتربيتهم للمتعلمين على هذا للعلم وعلى ما حكى البخاري[1] لتعلمه والمراد بصغار العلم : ما وضح من مسائله وبكباره : ما دق منها"، وفي مقدمة الفتح عند الكلام على مادة ( رب ب ) : " تدبير الأمر والتربية والربانيون : العلماء ، الرباني الذي يربِّي الناس بصغار العلم قبل كباره بالتدريج … من التربية والقيام على الشيء وإصلاحه ، وربيبة النبي e بوزن فعيلة من التربية … ربا يربو إذا زاد ".
*** أما الأمر الأول : وهو ذكر المراجع وتتضح من خلال الآتي :
1- مؤلفات شيوخ الإسلام :ابن تيميَّة و ابن قيِّم الجوزية وابن عبد الوهَّاب( وأبنائه وأحفاده وتلاميذهم).

2- شرح العقيدة الطحاوية .
3- معارج القبول و200 (س و ج ) في العقيدة للشيخ ابن حكمي .
4- رسائل كل من الشيوخ الآتية أسماؤهم :
أ- ابن باز .
ب- الألباني .
جـ- ابن عثيمين .
د- الفوزان .
هـ - الجزائري .
و- حاشية الأصول الثلاثة للشيخ عبد الرحمن بن قاسم (جامع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميَّة).
ز- سلسلة العقيدة للشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر.
ح- الإيمان للشيخ الدكتور محمد نعيم يس .
ط- الاستفادة من ردود الشيخ محمد متولي الشعراوي على الملحدين القُدامى منهم والمُحْدَثين.
***وأما الأمر الثاني : وهو ذكر عناوين وإشارات عامة لكل مستوىً من المستويات الثلاثة وهي كما يلي :
الشرائع هي الفروع

المستوى الأول : تلقين العقيدة الإسلامية للمبتدئين[2] العقيدة الإسلامية بمثابة أصل شجرة وفروعها الشرائع ويتضح ذلك مما يلي :










العقيدة هي الأصل




قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة[3]
(( فالكلمة الطيبة في قلوب المؤمنين وهي العقيدة الإيمانية التوحيدية كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء فأصل أصول الإيمان ثابت في قلب المؤمن كثبات أصل الشجرة الطيبة وفرعها في السماء { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }فاطر10والله سبحانه مثل الكلمة الطيبة أي كلمة التوحيد بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء )). انتهى.
وقال[4]:
(( النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الناس على منبره بكلام واحد يسمعه كل أحد لكن الناس يتفاضلون في فهم الكلام بحسب ما يخص الله به كل واحد منهم من قوة الفهم وحسن العقيدة )). انتهى.

وتتضح هذه العقيدة الإسلامية من خلال السؤال والجواب كما يلي :
س1 : إذا قيل لك: من ربك؟
جـ1 : فقل: ربي الله الذي خلقني ورباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي لا معبود لي معبود سواه فأنا أقر وأعترف أنه خالق المخلوقات جميعاً وقد أثنى الله تعالى على نفسه بقوله: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الفاتحة2 وأنه لا شريك له في ربوبيته تعالى لكل شئ فهو الخالق وحده كما قال سبحانه : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54 وقال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }الصافات96وقال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }الروم20فالذي خلق هو المستحق للعبادة كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة 21 وهو أول أمر من الله تعالى للعباد حسب ترتيب المصحف الشريف ولهذا يذكر الله تعالى المخلوقين بقوله : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ }الأنعام2 والله تعالى هو المالك حقيقة لما سواه كما قال : {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }الفاتحة4 وقال : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26 وقال : {وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران189والله الرزاق المحيي المميت لجميع من سواه كما قال : {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }الذاريات58 وقال :{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }يونس 13 وقال: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران27 وهذا الرزق بقدر وحكمة كما قال عز وجل : {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }الإسراء30 والله وحده المدبر أمور كل من سواه كما قال سبحانه: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }يونس31 وقال: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }السجدة5 وقال : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }يونس3 .
س2 : فإذا قيل لك: ما معنى الرب؟
جـ2 : فقل:المعبود وهو المالك المتصرف فمن ملك شيئاً حقيقة فله كمال التصرف فيه كما في قوله : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران 26 وقال: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران27ومن ملك وتصرف فيمن سواه استحق العبودية مِنْ كل مَنْ سواه كما في قوله : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة21 فحياة المسلمين يجب أن تكون كلها لله تعالى كما قال الله تعالى : {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162ولقوله : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ }الكوثر1 ولهذا خلق الله تعالى الخلق كما قال : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ }الذاريات}الذاريات56 -57.
س3 : فإذا قيل لك: ما أكبر ما ترى من مخلوقاته؟
جـ3 : فقل: السموات والأرض.
س4 : فإذا قيل لك: بماذا تعرفه به؟
جـ4 : فقل: أعرفه بآياته ومخلوقاته.
س5 : وإذا قيل لك: ما أعظم ما ترى من آياته؟
جـ5 : فقل: الليل والنهار والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54
س6 : فإذا قيل لك: ما معنى الله؟
جـ6 : فقل: معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين : وذلك يعني أنه لا يوجد إله حق يُعبد إلا الله تعالى فهو صاحب الألوهية والعبودية المطلقة ؛ لأنه خلق ورزق فاستحق الشكر بإفراده بالعبودية له سبحانه لا شريك له وكيف يخلق ويُعبد غيره ويرزق ويُشكر سواه ؟! فالله قد خلقنا ولم يتركنا عبثاً بل إن هناك يوماً آخر سنرجع إليه كما قال الله تعالى : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون 115ولم يتركنا هملاً بل أرسل إلينا رسولاً ومعه كتاب مَنْ أطاعه دخل الجنة ومَنْ عصاه دخل النار كما قال الله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً }المزمل}المزمل 15- 16
س7 :فإذا قيل لك: لأيِّ شيءٍ اللهُ خلقك ؟
جـ7 :فقل: لعبادته.
س8 : فإذا قيل لك: أي شيء عبادته؟
جـ8 : فقل توحيده وطاعته فكل آية في القرآن الكريم فيها ذكر العبادة فمعناها : توحيد وطاعة فسر ذلك ابنُ عباس رضي الله عنهما والآيات إما أن تأتي بأمر للمخلوقات أن يوحدوا الله تعالى ويطيعوه وحده سبحانه أو تأتي الآيات بنهي الكفار والمشركين عن كفرهم وإشراكهم بالله تعالى ونهيهم عن طاعة غير الله تعالى في التحليل والتحريم وفي سائر الأمور .
س9 : فإذا قيل لك: ما الدليل على ذلك؟
جـ9 : فقل : الدليل قوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56.
س : فإذا قيل لك: ما معنى العبادة ؟
جـ : فقل : هي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات الظاهرة والباطنة كالنطق بشهادة لآ إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن والدعاء والذكر وحب الله تعالى وحب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وحب ملائكته والإيمان برسله على نبينا وعليهم الصلاة والسلام وخشية الله تعالى والإنابة إليه وإخلاص الدين له والانقياد لحكمه ولحكم رسوله صلى الله عليه وسلم والصبر لحكم الله تعالى والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه و الصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين ... والرفق بالحيوان والبراءة مما يُنافي ذلك ويضاده فيتبرأ المسلم من كل ما عُبد من دون الله تعالى كما قال تعالى حاكياً قول خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ }الزخرف26وقال الله تعالى : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4 وفال جل وعز : وقال عز وجل مادحاً أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم : {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة 22 وقال سبحانه: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24 .
... بالمرفقات
1- في صحيحه، جـ 1 ص 70 ، حيث قال : " قيل : الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره " . وكذا ينظر عمدة القاري للإمام العيني ، جـ2 ص43 .
2- من مجموعة التوحيد، ص 257و258 وهي بمثابة الأصل مع تعليقات مختصرة عليها.

3- في مجموع الفتاوى ، جـ 13ص158.
4- نفسه،ص 339 .
...

دفع شيخ الإسلام ابن تيميَّة إيهام الاضطراب في آيات الكتاب كتبه محمود داود دسوقي خطابي

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60985
P
دفع شيخ الإسلام ابن تيميَّة إيهام الاضطراب في آيات الكتاب

شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة: هوالإمام الرباني الفقيه المجاهد المحدث الحافظ المُفَسِّر اللُّغَوي المجتهد المجدد بحر العلوم العقلية والنقلية شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيميَّة لقب بشيخ الإسلام وبابن تيميَّة وغالباً ما يجمع بينهما فيقال: شيخ الإسلام ابن تيميَّة، صاحب المؤلفات الماتعة كالواسطية والصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم وله منهاج السنة والجواب الصحيح وغيرها الكثير من الفتاوى ، المولود سنة 661هـ والمتوفي سنة 728هـ رحمه الله تعالى .
شيخ الإسلام ابن تيميَّة والتفسير :
التفسير بالنسبة للمسلمين عامة ولإمام كابن تيمية ضرورة حتمية؛ إذ التفسير بمثابة المفتاح لفهم آيات الكتاب ومن باب أولى الاستدلال بها ثمَّ الزيادة على المفسِّرين خاصَّة في منهج عقدي تربوي يسلكه. الإمام ابن تيمية من أبرز العلماء الذين سُلِّم إليهم علم التفسير: سعة وحفظاً واستحضاراً كما ومعرفته بالتفسير لا تقتصر على كتاب بعينه بل إنه استوعب كل ما طالته يده من كتب التفاسير؛ ولذا وصف علمه بالتفسير بالغزارة يؤكد هذا ما قاله بنفسه بما يدل على كثرة اطلاعه: "ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثمَّ أسأل الله الفهم وأقول؟: يا معلِّم آدم وإبراهيم علِّمني"([1])ومع غزارة علمه وتعمُّقه في التفسير ودقائقه إلا أنه لم يفسِّر القرآن كاملاً بل كان يتعرض لتفسير الآيات التي أشكل فهمها وتفسيرها على المفسِّرين حيث إنه يخوض غمارها ويحل معضلها، ويوضِّح مغزاها كما بيَّن هذا بنفسه حيث يقول لمن سأله عن ذلك: "إنَّ القرآن فيه ما هو بيِّنٌ بنفسه وفيه ما قد بينه المفسرون في غير كتاب ولكن بعض الآيات أشكل تفسيرها على جماعة من العلماء، فربما يطالع الإنسان عليها عدة كتب ولا يتبيَّن لـه تفسيرها، وربما كتب المصنف الواحد في آية تفسيراً ويفسِّر غيرها بنظيره؛ فقصدت تفسير تلك الآيات بالدليل؛ لأنه أهم من غيره وإذا تبيَّن معنى آية تبيَّن معاني نظائرها، وقال: قد فتح الله علي في هذا الحصن [وقت حبسه] في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن"([2])فمن هذه معرفته بالتفسير ومناهجه لجدير بأن يتميز منهجه في تعلميه لمن يتربى على يديه حيث طوَّع كل ملكاته التي وهبه له مولاه في إثبات وتأصيل العقيدة الإسلامية والدفاع عنها بكل ما أُوتي من علم وفهم.
أقوال العلماء فيه مفسراً:
وصفه الإمام الذهبي مؤرخُ الإسلام شيخه الإمام ابن تيمية بقوله: "وأما التفسير فمسلم إليه، وله في استحضار الآيات من القرآن –وقت إقامة الدليل بها على المسألة- قوة عجيبة، وإذا رآه المقرئ تحيَّر فيه، ولفرط إمامته في التفسير، وعظمة اطلاعه يبيِّن خطأ كثير من أقوال المفسِّرين، ويوهي أقوالاً عديدة، وينصر قولاً واحداً موافقاً لما دل عليه القرآن والحديث"([3])وقد استوعب كتب المفسِّرين وزاد عليها كما قيل: " واستنبط منه [التفسير] أشياء لم يسبق إليها"([4]).
وقال أيضاً:"كان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه"([5]) وقال الحافظ البزار: "أما غزارة علمه فمنها ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد واستنباطه لدقائقه ونقله لأقوال العلماء في تفسيره واستشهاده بدلائله وما أودعه الله تعالى فيه من عجائبه وفنون حكمه وغرائب نوادره وباهر فصاحته وظاهر ملاحته فإنه فيه الغاية التي يُنتهى إليها والنهاية التي يعول عليها. ولقد كان إذا قُرئ في مجلسه آياتٌ من القرآن العظيم يشرع في تفسيرها فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض آية منها.. ولقد أملى في تفسير: ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ الإخلاص: ١مجلداً كبيراً([6]) وقوله تعالى:ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ طه: ٥نحو خمس وثلاثين كراسة ولقد بلغني أنه شرع في تفسير لو أتمه لبلغ خمسين مجلداً"([7])
وقال عصريُّهُ الإمام ابن سيد الناس: "ألفيته ممن أدرك من العلوم حظاً وكان يستوعب السنن والآثار حفظاً إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته أو حاضر بالنحل والملل لم يُر أوسع من نحلته ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه ولم ترعين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه"([8])
وقال الإمام العَيْنيفي تقريظه لكتاب الرد الوافربقوله: "الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية... وهو الإمام الفاضل البارع التقي النقي الوارع الفارس في علمي الحديث والتفسير والفقه والأصلين بالتقرير والتحرير والسيف الصارم على المبتدعين والحبر القائم لأمور الدين والأمَّار بالمعروف والنَّهَّاء عن المنكر ذو همة وشجاعة وإقدام فيما يروع ويزجر، كثير الذكر والصوم والصلاة والعبادة، خشن العيش والقناعة من دون طلب الزيادة"([9]).انتهى.
بعض مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة في القرآن الكريم وعلومه :
1- القرآن كلام الله حقيقة في مجلد.
2- تفسير لبعض الآيات من الفاتحة إلى الإخلاص في خمس مجلدات.
3- دقائق التفسير في مجلدين.
4- التفسير الكبير في سبع مجلدات.
5- مقدمة التفسير.
6- "الإكليل في المتشابه والتأويل والتبيان في نزول القرآن وتفسير آيات أشكلت من القرآن وجواب أهل العلم في تفضيل آيات القرآن ورسالة في كلام الله وكلام الناس ورسالة في سجود القرآن والفرقان بين الحق والباطل في بيان إعجاز القرآن لأهل الفصاحة وفوائد مستنبطة من سورة النور ومسألة فيمن يقول: إن للقرآن ظاهراً وباطناً والرسالة الكيلانية في مسألة القرآن وسؤال في القراءات وأجوبة على أسئلة في فضائل سورتي الفاتحة والإخلاص وبعض الآيات وتفسير آية الوضوء من سورة المائدة ورسالة في أن كل كلمة من القرآن هي من كلام الله وقاعدة جليلة في تحزيب القرآن"([10]).
خطورة اعتقاد الاضطراب في آيات الكتاب ونص السؤال والجواب:
حيث إن ذلك يستلزم من القائل إن تَعمَّد أو اعتقد –التنقيص من حق الرب –سبحانه وتعالى- فعمد شيخ الإسلام ابن تيميَّة إلى حل تلك الإشكالات وبيَّن أن ما جاء في القرآن حق وصواب وأن الخطأ والفهم السَّقيم آل بأهله وأوصلهم إلى ذلك الفهم الردئ ومن ذلك ما جاء في القرآنمن آيات ظاهرها التعارض –عند من لم يفقه تفسيرها ومعناها- وعلى زعم الزاعم إن كان هناك تعارض في نفس القرآن فكيف التعارض مع أنه كلام الله؟ وإن القائل بذلك يريد أن يثبت من آية أنه كلام أحدثه الرسول صلى الله عليه وسلم –حاشاه- فكيف يقال : إنه كلام الله حقيقة لفظه ومعناه؟! فأجاب الإمام ابن تيمية عن ذلك لما سُئل ونص السؤال" : عن قوله تعالى: ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ التوبة: ٦فسمَّاه هنا كلام الله وقال في مكان آخر : ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ الحاقة: ٤٠التكوير: ١٩] فما معنى ذلك؟ فإن طائفة ممن يقول بالعبارة يدَّعون أن هذا حجة لهم ثم يقولون: أنتم تعتقدون أن موسى _ صلوات الله عليه- سمع كلام الله عز وجل حقيقة من الله من غير واسطة وتقولون: إن الذي تسمعونه كلام الله حقيقة وتسمعونه من وسائط بأصوات مختلفة فما الفرق بين هذا وهذا؟ وتقولون إن القرآن صفة لله تعالى وأن صفات الله تعالى قديمة فإن قلتم: إن هذا نفس كلام الله تعالى فقد قلتم بالحلول وأنتم تكفرون الحلولية والاتحادية! وإن قلتم: غير ذلك قلتم بمقالتنا...!
فأجاب شيخ الإسلام ابن تيميَّة: الحمد لله رب العالمين، هذه الآية حق كما ذكر الله، وليست إحدى الآيتين معارضة للأخرى بوجه من الوجوه، ولا في واحدة منهما حجة لقول باطل، وإن كان كل من الآيتين قد يحتج بها بعض الناس على قول باطل؛ وذلك أن قوله: ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ التوبة: ٦ فيه دَلالة على أنه يسمع كلام الله من التالي المبلغ وأن ما يقرأه المسلمون هو كلام الله كما في حديث جابر في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على الناس في الموقف ويقول: "ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلِّغ كلام ربِّي فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربِّي"([11]) ... ومن المعلوم لعامة العقلاء أن من بلَّغ كلام غيره كالمبلغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى"([12])إذا سمعه الناس من المبلِّغ قالوا: هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو قال المبلغ: هذا كلامي وقولي لكذبه الناس لعلمهم بأن الكلام كلامٌ لمن قاله مبتدءاً منشئاً لا لمن أداه راوياًمبلغا ًفإذا كان مثل هذا معلوماً في تبليغ كلام المخلوق فكيف لا يعقل في تبليغ كلام الخالق الذي هو أولى أن لا يجعل كلاماً لغير الخالق جل وعلا وقد أخبر تعالى بأنه منزله منه فقال:ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ الأنعام: ١١٤وقال: ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁالمائدة: ٦٧وقال:ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ الجن: ٢٧ - ٢٨ وهو مع هذا كلام الله ليس لجبريل ولا لمحمد فيه إلا التبليغ والأداء... ومن المعلوم أن من بلغ كلام غيره كمن بلغ كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو غيره من الناس أو أنشد شعر غيره كما لو أنشد منشد قول لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل... وهذا الشعر قاله منشؤه لفظه ومعناه وهو كلامه لا كلام غيره بحركته وصوته ومعناه القائم بنفسه ثم إذا أنشده المنشد وبلغه عنه عُلم أنه شعر ذلك المنشئ وكلامه ونظمه وقوله مع أن هذا التالي أنشده بحركة نفسه وصوت نفسه وقام بقلبه من المعنى نظير ما قام بقلب الأول وليس الصوت المسموع من المنشد هو الصوت المسموع من المنشئ والشعر شعر المنشئ لا شعر المنشد والمحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا روى قوله: "إنما الأعمال بالنيات" بلَّغه بحركته وصوته مع أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تكلم به بحركته وصوته وليس صوت المبلِّغ صوت النبي صلى الله عليه وسلم ولا حركته كحركته والكلام كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كلام المبلِّغ له عنه.فإذا كان هذا معلوماً معقولاً فكيف لا يعقل أن يكون ما يقرأ القارئ إذا قرأ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ الفاتحة: ١ - ٤أن يقال: هذا الكلام كلام الباريء وإن كان الصوت صوت القاريء... ومن قال: إن الله كلمنا بالقرآن كما كلم موسى بن عمران أو أنا نسمع كلامه كما سمعه موسى بن عمران فهو من أعظم الناس جهلاً وضلالاً.
ولو قال قائل: إنا نسمع كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم كما سمعه الصحابة منه لكان ضلاله واضحاً فكيف من يقول: أنا أسمع كلام الله منه كما سمعه موسى؟ وإن كان الله كلم موسى تكليماً بصوت يسمعه فليس صوت المخلوقين صوتاً للخالق. وأما قوله تعالى: ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ، فهذا قد ذكره في موضعين فقال في الحاقة: ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ الحاقة: ٤٠ - ٤٢فالرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال في التكوير:ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ التكوير: ١٩ - ٢٣ فالرسول هنا جبريل فأضافه إلى الرسول من البشر تارة وإلى الرسول من الملائكة تارة باسم الرسول ولم يقل إنه لقول ملك ولا نبي؛ لأن لفظ الرسول يبِّين أنه مبلِّغ عن غيره لا منشئ له من عندهﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ العنكبوت: ١٨ فكان قوله: ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ بمنزلة قوله لتبليغ رسول أو مبلغ من رسول كريم أو جاء به رسول كريم أو مسموع عن رسول كريم وليس معناه أنه أنشأه أو أحدثه أو أنشأ شيئاً منه أو أحدثه رسول كريم إذ لو كان منشئاً لم يكن رسولاً فيما أنشأه وابتدأه وإنما يكون رسولاً فيما بلغه وأداه ومعلوم أن الضمير عائد إلى القرآن مطلقاً.
وأيضاً فلو كان أحد الرسولين أنشأ حروفه ونظمه امتنع أن يكون الرسول الآخر هو المنشئ المؤلف لها فبطل أن تكون إضافته إلى الرسول لأجل إحداث لفظه ونظمه ولو جاز أن تكون الإضافة هنا لأجل إحداث الرسول لـه أو لشيء منه لجاز أن نقول إنه قول البشر وهذا قول الوحيد الذي أصلاه الله سقر"([13])ثم توسَّع في ردِّه على باقي جزئيات السؤال لكن هنا اقتصر الكلام بما لـه تعلق بأول السؤال...
وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة مقرراً معتقد أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم في موضع آخر[14]: "ومن الإيمان بالله وكتبه الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأن الله تعالى تكلم به حقيقة وأن هذا القرآن الذى أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه بل إذا قرأه الناس أوكتبوه بذلك فى المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدئا لا الى من قاله مبلغا مؤدياً وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعانى ولا المعانى دون الحروف".انتهى.
وهكذا أصل هذا الإمام أمرا ًهاماً من الأمور العقدية وهو كلام الله حقيقة فبيَّن من خلال التفسير أصل عقيدة أهل السنة والجماعة ورد ضلال المبطلين وفي هذا تعليم وتربية لاستخدام التفسير لتأكيد أمر عقدي يستلزمإثبات ذلك القول الفاسد وجود تعارض في آيات الكتاب فبيَّن فساد ذلك بأسلوب علمي تربوي رصين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
وكتبه محمود داود دسوقي خطابي



[1]-الإمام ابن عبد الهادي، العقود الدرية، ص24 – 25.

[2]-نفس المرجع السابق، ص 25، و ينظر كتاب :حياة شيخ الإسلام ابن تيمية للشيخ محمد بهجة البيطار، ص129.

[3]-الإمام ابن عبد الهادي، العقود الدرية، ص23، الذيل على طبقات الحنابلة للإمام ابن رجب، جـ2 ص391 .

[4]-الذيل على طبقات الحنابلة للإمام ابن رجب نقلاً عن الإمام الذهبي، جـ2 ص388 ، وينظر العقود الدرية، للإمام ابن قدامة، ص11، والبداية والنهاية للإمام ابن كثير، جـ13 ص302، الأعلام العلية، للحافظ البزار، ص21.

[5] - كما في الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر، جـ1 ص150.
[تنبيه]الحافظ ابن حجر في ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيميَّة في الدرر الكامنة إنما هو ناقل وليس بقائل أما قول الحافظ ابن حجر العسقلاني في شيخ الإسلام ابن تيميَّة فقد سطره في تقريظه للرد الوافر-كما فعل عصريه الإمام العيني- ، ص 246 " وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باقٍ إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غداً كما كان بالأمس ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره أو تجنب الإنصاف.انتهى.

[6]-الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، المجلد رقم (17).

[7]-الحافظ البزار، الأعلام العلية، ص21-22، والتفسير الذي أشار إليه الحافظ البزار طبع منه (5) مجلدات في مجموع الفتاوى أرقام (13 – 17)، وطبع مجلدان في دقائق التفسير، و(7) سبع مجلدات بعنوان: التفسير الكبير إضافة إلى ما هو متناثر في كتبه.

[8] - الإمام ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، جـ6 ص82.

[9] - الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي، الرد الوافر، ص261-262.

[10]-شيخ الإسلام ابن تيمية، قاعدة في الرد على الغزالي في التوكل ومعه قائمة تحوي أكثر من ستين ومائتين عنوان من مخطوطات شيخ الإسلام، حققها وعلق عليها وقدم لها على بن عبد العزيز علي الشبل، الأرقام: (6، 17، 24، 26، 58، 62، 125، 129، 158، 198، 205، 209، 217، 218، 123)، ، الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الفهارس، جـ 36 ص217 – 366، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، المستدرك على مجموع الفتاوى، جـ1 ص 169 – 201.

[11]-صحيح. رواه أبو داود في سننه (4/234 – 235) رقم (4734)، والترمذي في سننه (5/184) رقم (2930).

[12]-رواه الإمام أحمد (1/25)، ورواه البخاري (1/51 فتح) رقم (1) ومسلم (3/1515 – 1516) رقم (1907).

[13]-الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير، جـ4 ص 345- 353 بتصرف واختصار، مجموع الفتاوى له، جـ12 ص 135 –136.

[14] - في العقيدة الواسطية وهي في مجموع الفتاوى ، جـ 3 ص 144.

منهاج التربية العقدية الإسلامية، وأثره في الفردوالمجتمع كتبه محمود داود دسوقي خطابي


بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية العقيدة :
أمر العقيدة من أخطر الأمور أهمية في حياة الأفراد والمجتمعات؛ لأهميتها في ذاتها ثم لأثرها في الأفراد والمجتمعات. فحينما نظر الباحثون إلى أمر العقيدة وجدوا أن بها السعادة في الدارين لمن كانت عقيدته صحيحة وفق الوحي وكذلك فيها سعادة في الدنيا لمن عمل بمبادئ معينة يحيى عليها ويموت مدافعاً عنها إذ هي التي تحرره من العوامل والمؤثرات الخارجية وتجعل توجهه إلى شيء واحد متجرداً من العلائق الخارجية وإذا كان ذلك الشيء الواحد هو الخالق سبحانه والمستحق للعبودية المطلقة كانت أهميتها أسمى وأجل وإنما يعرف ويقاس "شرف العلم بشرف المعلوم والباري أشرف المعلومات فالعلم بأسمائه أشرف العلوم"([1]) وقد أولى الشرع العقيدة المستكنة في القلب اهتماماً بالغاً فجعل الحد الفاصل بين الخلود في الجنة أو في النار إنما هو بصحة العقيدة أو بفسادها أي: بذلك الشيء الكامن في القلب ثم عبر العلماء عن هذا الشيء المستكن في باطن الإنسان بالعقيدة: يوضح هذا أن عقيدة الإنسان هي إيمانه بشئ إيماناً جازماً ولذلك نجد أن كل ما ورد في الكتاب أو السنة من لفظ الإيمان مرتبطاً بأحد الأركان الستة فالمقصود به: العقيدة وعلى هذا "فالإيمان عقيدة تستقر في القلب استقراراً يلازمه ولا ينفك عنه ويعلن صاحبها بلسانه عن العقيدة المستكنة في قلبه ويصدق الاعتقاد والقول بالعمل وهذا مقتضى هذه العقيدة"([2]) ولهذه العقيدة أهمية أخرى وهي تأثيرها على معتنقيها أفراداً وجماعات فهي وحدها التي تتسبب في حدوث الأمن النفسي والأمن على المصير وكذلك هي سبب في اتحاد جميع الأفراد مع عدم اليأس أو الخوف من المستقبل وهي وحدها الموصلة إلى محبة الله الخالق وشكره مما ينبثق عن ذلك هداية ورحمة بين الأفراد والمجتمعات
...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60971



[1]- الإمام أبو بكر بن العربي، أحكام القرآن ، جـ2 ص 804.



[2]- د. عمر سليمان الأشقر، العقيدة في الله، ص 19.