السبت، 20 أغسطس 2011

موضعان-لاثالث لهما-في القرآن الكريم نستطيع قراءتهما من الجهتين كتبه محمود داود دسوقي خطابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه لطيفة من اللطائف القرآنية وهي تُعرف في البلاغة بالْقَلْبِ والمقلوب المستوي
بحيث إننا نستطيع قراءة كلمتين فأكثر من اليمين لليسار ومن اليسارلليمين وقد تتبع العلماء ذلك في القرآن الكريم فوجدوا ذلك في موضعين لا ثالث لهما وهما
1 _ {رَبَّكَ فَكَبِّرْ }المدثر3
2_ { كُلٌّ فِي فَلَكٍ }الأنبياء33 و يس40

موضعان–لاثالث لهما- في القرآن الكريم (يومئذ) بكسرالميم عند أكثر القراء العشرة كتبه محمود داود دسوقي خطابي

موضعان–لاثالث لهما- في القرآن الكريم (يومئذ) بكسرالميم عند أكثر القراء العشرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضعان–لاثالث لهما- في القرآن الكريم (يومئذ) بكسرالميم عند أكثر القراء العشرة
*** قرأ الأئمة:أبو جعفر المدني ونافع والكسائي بفتح الميم.
*** قرأ الباقون وهم الأئمة:ابن كثير المكي وأبو عمر البصري وابن عامر الدمشقي وعاصم الكوفي وحمزة الكوفي ويعقوب البصري وخلف العاشر ؛ لأنه لا ينفرد بشئ .
بكسر الميم في :
1- قوله تعالى:{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ }هود66
2-وفي قوله تعالى:{يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ }المعارج11

السبت، 13 أغسطس 2011

عقيدة الإمام الترمذي(ت279 هـ رحمه الله تعالى)وموقفه من آيات وأحاديث الصفات كتبها محمود داود دسوقي خطابي

عقيدة الإمام الترمذي(ت279 هـ رحمه الله تعالى)وموقفه من آيات وأحاديث الصفات

الحمد لله منزل القرآن للمؤمنين شرعة ومنهاجاً، رب العالمين وهاديهم إليه فضلاً منه لا احتياجاً، مكرمهم برؤيته U يوم القيامة؛ ليزدادوا سروراً وابتهاجاً، ونشكره على نعمه التي غمرتنا جماعات وأفراداً، ونستعينه ونستهديه ونستغفره على زلل فعلناه جهلاً وتقصيراً لا اعتقاداً، ونصلى ونسلم على من اصطفاه ربه فأدناه منه اقتراباً، سيدنا محمدr الذي أرسله ربه بنور للخلق سبيلاً ورشاداً؛ فكان هادياً للعالمين وسراجاً وهاجاً، فبلَّغ دينه وأبان للخلق الإسلام علماً وقولاً وعملاً واعتقاداً، وعلى آله وصحبه وتابعيهم كلما ذكر الله الذاكرون صباحاً ومساءً وهِجاداً.
                  أمـــا بعــــد،،،
فإن الكلام عن أئمة الإسلام من أهل السنة خاصة ومن أهل القبلة بصورة عامة لا تحويه كلمة ولا كتاب ولكن يكفي من العقد ما يزدان به العنق ولكننا نتنزل من الكلام منزلة الفرائد من العقد ويصدق في أئمتنا قول الشاعر:
هم الجوهرُ الصافي وأنتَ يتيمةٌ ** من العقد ما زانَ العقودَ ثناياها
*** أولاً :ترجمته:
 من سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي( ت748 هـ رحمه الله تعالى)، جـ13 ص270حيث قال رحمه الله تعالى:"الترمذي :محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك، وقيل: هو محمد ابن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن: الحافظ، العلم، الإمام، البارع، ابن عيسى السلمي الترمذي .
الضرير، مُصنف " الجامع "، وكتاب " العلل "، وغير ذلك.
اختلف فيه، فقيل: ولد أعمى، والصحيح أنه أضر في كبره، بعد رحلته وكتابته العلم،ولد في حدود سنة عشر ومئتين.
وارتحل، فسمع بخراسان والعراق والحرمين، ولم يرحل إلى مصر والشام... وقد كتب عنه شيخه أبو عبد الله البخاري، فقال الترمذي في حديث عطية، عن أبي سعيد، " يا علي: لا يحل لأحد أن يجنب في المسجد غيري وغيرك: ": سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث وقال ابن حبان في " الثقات ": كان أبو عيسى ممن جمع، وصنف، وحفظ، وذاكر.
وقال أبو سعد الإدريسي: كان أبو عيسى يضرب به المثل في الحفظ.
وقال الحاكم: سمعت عمر بن علك يقول: مات البخاري، فلم
يخلف بخراسان مثل أبي عيسى، في العلم والحفظ، والورع والزهد.
بكى حتى عمي، وبقي ضريراً سنين.
ونقل أبو سعد الإدريسي بإسناد له، أن أبا عيسى قال: كنت في طريق مكة، فكتبت جزأين من حديث شيخ، فوجدته فسألته، وأنا أظن أن الجزأين معي، فسألته، فأجابني، فإذا معي جزآن بياض، فبقي يقرأ علي من لفظه، فنظر، فرأى في يدي ورقا بياضا، فقال: أما تستحي مني ؟ فأعلمته بأمري، وقلت: أحفظه كله قال: اقرأ.
فقرأته عليه، فلم يصدقني، وقال: استظهرت قبل أن تجئ ؟ فقلت: حدثني بغيره.
قال: فحدثني بأربعين حديثاً، ثم قال: هات.
فأعدتها عليه، ما أخطأت في حرف.
قال شيخنا أبو الفتح القُشيري الحافظ: ترمذ، بالكسر، وهو المستفيض على الألسنة حتى يكون كالمتواتر.
وقال المؤتمن الساجي: سمعت عبد الله بن محمد الأنصاري يقول: هو بضم التاء.
ونقل الحافظ أبو الفتح بن اليعمري ، أنه يقال فيه: ترمذ، بالفتح.
وعن أبي علي منصور بن عبد الله الخالدي، قال: قال أبو عيسى صنفت هذا الكتاب، وعرضته على علماء الحجاز، والعراق وخراسان، فرضوا به، ومن كان هذا الكتاب - يعني " الجامع " - في بيته، فكأنما في بيته نبي يتكلم.
قلتُ: في " الجامع " علم نافع، وفوائد غزيرة، ورؤوس المسائل، وهو أحد أصول الإسلام، لو لا ما كدره بأحاديث واهية، بعضها موضوع، وكثير منها في الفضائل.
وقال أبو نصر عبدا لرحيم بن عبد الخالق: " الجامع " على أربعة أقسام: قسم مقطوع بصحته، وقسم على شرط أبي داود والنسائي كما بينا، وقسم أخرجه للضدية، وأبان عن علته، وقسم رابع أبان عنه، فقال: ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثاً قد عمل به بعض الفقهاء، سوى حديث: " فإن شرب في الرابعة فاقتلوه ".
وسوى حديث:" جمع بين الظهروالعصر بالمدينة، من غيرخوف ولا سفر ".
قلتُ: " جامعه " قاض له بإمامته وحفظه وفقهه، ولكن يترخص في قبول الأحاديث، ولا يشدد، ونَفَسُهُ في التضعيف رِخْوٌ.
وفي " المنثور " لابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل شيخ الإسلام يقول: " جامع " الترمذي أنفع من كتاب البخاري ومسلم؛ لأنهما لا يقف
على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم، و " الجامع " يصل إلى فائدته كل أحد".
قال غُنْجار وغيره: مات أبو عيسى في ثالث عشر رجب، سنة تسع وسبعين ومئتين بترمذ " .انتهى.
*** و الإمام  التِّرْمِذِيُّ تلميذ للإمام البخاري رحمهما الله تعالى وسائر المسلمين.آمين.
وكتابه الجامع هو الأصل الرابع من الأصول الستة المعتمدة لكتب السنة النبوية المطهرة بعد الصحيحين وسنن أبي داود وهو أول كتاب ذكر الفقه المقارن ، "وفيه أحاديث رباعية كثيرة وفيه حديث ثلاثي واحد"[1]     تُوُفِّيَ  كما مر آنفاً سنة 279هـ  رحمه الله تعالى.                                                                                       
*** وقد ذكرفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم الطحان للإمام الترمذي رحمه الله تعالى ترجمة صوتية حافلة ضمن شرحه لسنن للإمام الترمذي رحمه الله تعالى على هذا الرابط:
*** موقف الإمام الترمذي(ت279 هـ رحمه الله تعالى) من آيات وأحاديث الصفات هو موقف سلف هذه الأمة المباركة وهو إثبات الصفات بلا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل ولا تأويل :كما نص على ذلك قال الإمام الترمذي نفسُهُ في سننه واسمه:[الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة الصحيح والمعلول ، وما عليه العمل]،جـ3 ص 50،  - كتاب الزكاة(5) ، - باب ما جاء في فضل الصدقة(48) :
"662 - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عبادة بن منصور حدثنا القاسم بن محمد : قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز و جل: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ }التوبة104 و {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ }البقرة276 .
 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو هذا .
وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا :قد تثبت الروايات في هذا ولا يؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال: كيف ؟ هكذا روي عن مالك و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا: في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجَهْمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجَهْمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا :إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا :إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول: كيف ؟ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تعالى في كتابه :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11 ".انتهى.
 *** ويلاحظ في هذا الحديث هنا جَمْعُ الإمام الترمذي بين الحسن والصحيح مع اختلاف مرتبتهما و" إن ظاهر هذه العبارة مُشْكِلٌ ؛ لأن الحسن يتقاصر عن درجة الصحيح فكيف يُجْمَعُ بينهما مع تفاوت مرتبتهما؟! ولقد أجاب العلماء عن مقصود الترمذي من هذه العبارة بأجوبة متعددة أحسنها ما قاله الحافظ ابن حجر وارتضاه السيوطي وملخصه ما يلي:
أ)- إن كان للحديث إسنادان فأكثر فالمعنى :"حسن باعتبار إسناد ،صحيح باعتبار إسناد آخر".                                                                                    ب)- وإن كان له إسنادٌ واحدٌ فالمعنى :"حسن عند قوم ،صحيح عند آخرين".                                                                                                     فكأن القائل يشير إلى الخلاف بين العلماء في الحكم على هذا الحديث ،أو لم يترجح لديه الحكم بأحدهما".انتهى. تيسير مصطلح الحديث ،للشيخ الدكتور/محمود الطحان، ص 48.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين كلما ذكره الذاكرون أو غفل عن ذكره الغافلون.آمين.







[1] - كيف نستفيد من الكتب الحديثية الستة؟ ،للشيخ عبد المحسن العباد،ص24




الجمعة، 29 يوليو 2011

حال الإمام ابن تيميَّة (ت 728هـ رحمه الله تعالى) مع آيات السكينة الستة كتبها محمود داود دسوقي خطابي

حال الإمام ابن تيميَّة (ت 728هـ رحمه الله تعالى) مع آيات السكينة الستة
ذكر العلامة ابن القيم (ت 751هـ رحمه الله تعالى)في كتابه الماتع:مدارج السالكين،جـ2ص503و504 حال شيخه الإمام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى مع آيات السكينة الستة قائلاً تحت منزلة السكينة :" وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة [ص504] وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة قال : ((فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة قال : ثم أقلع عني ذلك الحال وجلستُ وما بي قَلْبَةٌ )).
وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيراً عظيماً في سكونه وطمأنينته
 وأصل السكينة هي الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الإيمان وقوة اليقين والثبات ".انتهى.
وهذه الآيات موضع في البقرة وموضعان في التوبة وثلاثة مواضع في الفتح و هي قوله تعالى:
{1- وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة248
{ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }التوبة26
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }الفتح4
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18
{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26
** فائدة**
قال الإمام ابنُ كثير(ت 774هـ رحمه الله تعالى) في تفسيره ،جـ3 ص471 :" وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل الاقتداء فوضع يده على فؤاده, فإنه يزول عنه ما يجده أو يخف إن شاء الله تعالى وبه الثقة ".انتهى.

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

مطوية شهر رمضان المبارك كتبها محمود داود دسوقي خطابي

بسم الله الرحمن الرحيم 
                                                                                                                  
مطوية شهر رمضان المبارك

 الحمد لله غافر الذنوب والخَطِيئات، مُنزِل العفوِ عن تقصير خلقه وعجزهم في مُحكَم الآيَات، مُرسِل نبيِّه محمد - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بالهُدَى والرَّحمة ورفع الإصْرَ عن المخلوقات، فله الحمدُ ما ذكَرَه ذاكِر أو غَفَلَ عن ذكره كثيرٌ من المخلوقات، وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على سيِّدنا محمدٍ خيرِ البريَّات وأشرف الموجودات، وعلى آله وصحبه الأَماجِد النُّبلاء العُظَماء السَّادات     
                                                            أما بعد


فقد قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة183)

وقال سبحانه : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(البقرة185)   
*** الصيام لُغَةً : الإمساك ؛ كما قال الله تعالى [حاكياً قول مريم عليها السلام] : {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً }(مريم26)  .
*** الصيام شرعاً : الإمساك بنية التعبد عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب  الشمس .
*** دليل فرضيته :    قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة183)[ وكان ذلك في يوم الإثنين لليلتين خلتا من شعبان في السنة الثانية للهجرة النبوية الكريمة أي : لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم إلا (9) مرات ] ولقول رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ » . رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم عن عبدِ اللهِ بنِ عمر رضي الله عنهما وفي رواية مسلم عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما  عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسَةٍ عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ ».    
***فضل الصوم :  
 ثَبَتَ في المسند و الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل : " « قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ(1) لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ( 2)، فَإِنَّهُ لِى ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ . وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ(3 )، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ(4 )وَلاَ يَصْخَبْ(5 )، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ(6 ). وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ(7 )فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، للصائمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ(8 )» .    
(1)                 – أي: له أجر محدود . (2) – أي: أجره بدون حساب ويشهد لهذا المعنى رواية مسلم : " كل عمل ابن آدم يضاعف له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم ... " . (3) _ بضم الجيم أي : ما يسترك ويقيك مما تخاف والمقصود أنه مانع من المعاصي . (4) _ الفُحش من الكلام . (5) _ أي : لا يصيح ولا يرفع صوته من غير ضرورة . (6) _ قال الإمام ابن تيميَّة في اختياراته ص 194 : " استُحبَّ له أن يجهر بقوله : إني صائم وسواء كان الصوم فرضاً أو نفلاً " .(7) _ بضم الخاء واللام وهو تغير رائحة الفم بسبب الصوم . (8) _ أي : بجزائه وثوابه ؛ لما رواه الإمام أحمد واللفظ له ورواه مسلم وابن خُزيمة في صحيحيهما : " وإذا لقِيَ الله فجزاهُ فَرِحَ " .   
  وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "  إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب و ينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة "رواه الترمذي وابن ماجَهْ وابن حبان والحاكم وصححاه .                                     
 *** فوائد الصيام : للصيام فوائد عديدة منها :
1-   يربي في النفس ملكة التقوى وهي العلة البارزة من الصوم كما قال الله تعالى  : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة183)  .
2-   يعود على الصبر ويقوي عليه .
3-   يعلم ضبط النفس ويساعد عليه .
4-   يعود المسلمين على النظام وينشر بينهم الاتحاد والترابط .
5-   يغرس في النفوس حب العدل والمساواة .
6-   يغرس في نفوس المؤمنين عاطفة الرحمة وخلق الإحسان .
7-   يصون المجتمع من الشرور والمفاسد وسوء الأخلاق .
8-   يطهر الأمعاء ويصلح المعدة وينظف البدن من الفضلات والرواسب ويخفف من وطأة السِّمَنِ وثُقْلِ البطن بالشحم  وفي الحديث " صوموا تصحوا " رواه ابن السني والطبراني في الكبير والأوسط وأبو نُعيم في الطب النبوي وقال الإمامان المنذري والهيثمي: رجاله ثقات .  
  *** الترهيب من الفطر في رمضان من غير عذر:   
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال : " من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه " . رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه والدارمي وعلقه البخاري بصيغة التمريض في ترجمة باب حيث قال : وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ « مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ ، مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلاَ مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ ، وَإِنْ صَامَهُ » . وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِىُّ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ وَحَمَّادٌ يَقْضِى يَوْمًا مَكَانَهُ .    
  ***  بم يثبت الشهر ؟   
يثبت الشهر برؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً كما روى البخاري ومسلم والنَّسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال : " صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين ". 
 *** ركنا الصيام : 
للصيام ركنان هما
1 - الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ؛
لقول الله تعالى: { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ }البقرة187
والمراد بالخيط الأبيض، والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل.
2 – النية ولابد أن تكون قبل الفجر، من كل ليلة من ليالي شهر رمضان لحديث حفصة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يجمع (1)  الصيام قبل الفجر، فلا صيام له".
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنَّسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان. (1) " يجمع " من الإجماع، وهو إحكام النية والعزيمة.
"وتصح في أي جزء من أجزاء الليل، ولا يشترط التلفظ بها فإنها عمل قلبي، لادخل للسان فيه، فإن حقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لوجهه الكريم.
فمن تسحر بالليل، قاصداً الصيام، تقرباً إلى الله بهذا الإمساك، فهو ناوٍ ومن عزم على الكف عن المفطرات أثناء النهار مخلصا لله، فهو ناوٍ كذلك وإن لم يتسحر وقال كثير من الفقهاء: إن نية صيام التطوع تجزئ من النهار، إن لم يكن قد طعم قالت عائشة: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: " هل عندكم شئ؟ قلنا: لا قال: " فإني صائم ". رواه مسلم وأبو داود.
على من يجب الصيام ؟ : أجمع العلماء: على أنه يجب الصيام على المسلم العاقل البالغ، الصحيح المقيم، ويجب أن تكون المرأة طاهرة من الحيض، والنفاس.
فلا صيام على كافر ولا مجنون ولا صبي ولا مريض ولا مسافر ولا حائض ولانفساء ولا شيخ كبير ولا حامل ولا مرضع.
وبعض هؤلاء لا صيام عليهم مطلقاً كالكافر والمجنون وبعضهم يطلب من وليه أن يأمره بالصيام وبعضهم يجب عليه الفطر والقضاء وبعضهم يرخص لهم في الفطر وتجب عليه الفدية.   [ فقه السنة للشيخ سيد سابق (1\437) فما بعدها ]
*** الأيام المستحب صيامها تطوعاً : حث الرسول صلى الله عليه وسلم  ورغب المسلمين في صيام التطوع تقرباً إلى الله تعالى ورفعة للدرجات ومن هذه الأيام ما يلي :
1-                   صيام ستة أيام من شوال  فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر  ".رواه الإمام أحمد
2-                   صوم يوم عرفة وصوم يوم عاشوراء فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صوم يوم عرفة يكفر سنتين: سنة ماضية ومستقبلة وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية " رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي .
3- الصيام في شعبان فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان قالت عائشة رضي الله عنها :" ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قطُّ، إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان". رواه البخاري ومسلم 
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: " ذلك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ". رواه والنسائي وصححه ابن خزيمة وحسنه الألباني
[تَنْبِيهٌ]  تخصيص صوم يوم النصف منه ظناً أن له فضيلة على غيره، مما لم يأت به دليل صحيح.   
4- صوم يومي الإثنين والخميس: فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين، والخميس، فقيل :يارسول الله إنك تصوم الإثنين والخميس فقال: " إن  يوم الإثنين والخميس يغفر الله فيهما  لكل مسلم إلا مهتجرين يقول(1): دعهما حتى يصطلحا " رواه ابن ماجَهْ ورواه الإمام مالك ومسلم وأبو داود والترمذي باختصار ذكر الصوم وفي رواية النسائي وحسنها الألباني " ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " .(1) الظاهر أن الخطاب موجه للملك الذي يعرض الأعمال.
.5- صيام ثلاثة أيام من كل شهر سِيَّما أيام البيض :13و14و15 :
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ". الحديث حسنه النووي والألباني  وقال المنذري : رواه النسائي بإسناد جيِّد والبيهقي . 
6- صيام يوم وفطر يوم:
 عن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما قال :قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: :" فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ قَالَ: فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامُ فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ ". رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم
  *** الأيام المنهي عن صيامها : وهي التي لا يجوز لمسلم أن يصومها ومنها ما يلي :
أ – النهي عن صيام يومي العيدين .
ب _ النهي عن صيام أيام التشريق : وهي الأيام الثلاثة التي تلي عيد النحر .
جـ _ النهي عن صيام يوم  الجمعة أو يوم السبت منفردين فإن ضُمَّ إلى أحدهما غيره إليه أو وافق عادة فقد زالت الكراهة كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة.
د _ النهي عن صيام يوم  الشك : وهو الذي يُشكُّ فيه هل هو آخر الشهر أو أوله ؟
هـ _ النهي عن صيام الدهر : أي يصوم أيام السنة بما فيها العيدان  فإن أفطرهما زال النهي كما قال الإمام النووي .
و _ النهي عن صيام المرأة نفلاً وزوجها حاضر إلا بإذنه .
ز _ النهي عنِ الوِصال : وهو وصل الصيام بعضه بعضاً دون فطر أو سحور . 
*** آداب الصيام : فيستحب للصائم أن يُراعيَ الآداب التالية :
أ _   تأخير السحور : وهو الأكل والشرب في السحر آخر الليل بنية الصيام ولو بجرعة ماء .
ب _ تعجيل الفطور : ويكون ذلك متى تحقق من غروب الشمس  ويكون بالرطب وإلا فالتمر وإلا فالماء.
جـ _ الدعاء عند الفطر : فيدعو المسلم بما أحب من خيري الدنيا والآخرة ؛ لأنه من مواطن الإجابة  .
د _  قول الصائم عند فطره : " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت " أو  " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " .
هـ _ الكف عما يتنافى مع الصيام .
و_ استعمال السواك .
ز _ الجود ومدارسة القرآن الكريم آكد في رمضان من غيره .
ح _ الاجتهاد في  العبادة في العشر الأواخر من رمضان .
*** ما يجوز للصائم : يجوز للصائم فعل أشياء إن أراد فعلها ولا تبطل صيامه وهذه الأشياء هي :
1_ جواز فطر الصائم المتطوع إذا دُعِيَ إلى الإفطار مع رغبة الداعي له بالفطر وتكلفه له .
2 _ يجوز للصائم نزول الماء والانغماس فيه( والمضمضة والاستنشاق دون مبالغة فيهما) .
3 _ يجوز للصائم فعل [الاكتحال -القطرة -الحِجامة –الحُقنة ] إن احتاجها .
4-  يجوز للصائم استخدام البخاخ لمن عنده ضيق في التنفس .
5 _ ذوق الطعام لحاجة .
6 _ شم الروائح لا بأس به كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة .
7 _ يُباح الأكل والشرب وسائر المفطرات من بعد غروب الشمس حتى تطلُع الشمسُ .  
*** قضاء رمضان : لا يجب على الفور بل يجب وجوباً موسعاً ؛ فقد روى الإمام أحمد ومسلم أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان .   
*** ليلة القدر : وهي ليلة مباركة معظمة العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر كما قال الله تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }   القدر 1_3
 [فائدة ]  وقد استنبط بعض العلماء أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان (إضافة لبعض النصوص الشرعية)  من شيئين هما :
الأول : تكرر {لَيْلَةِ الْقَدْرِ}  في السورة الكريمة ثلاث مرات  ولو ضربنا عدد الحروف في عدد التكرار لأصبح العدد =  27   .  
الثاني : أننا لو حسبنا الموقع الرقمي لكلمة [ {هِيَ }القدر5  ]  لوجدناه = 27 .   والراجح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد ها ؛ لينشط  المسلمون في العبادة  وأجاب من سأله إجابات عامة ؛ لينشط وليشمر لهل المشمرون .  
  ***علاماتها : لليلة القدر علامات تعرف بها ومن هذه العلامات ما يلي :
1_ أنها ليلة سمحة طلقة طيبة .
2_ أنها ليلة لا حارة ولا باردة أي : معتدلة فحرها وبردها لا يؤذيان .
3_ أنها ليلة لا يُرمى فيها بنجم .
4_ تصبح الشمس صبيحتها حمراء شديدة الحمرة وضعيفة الضوء لا شعاع لها مثل القمر ليلة البدر .
5_ تكون الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى .
*** الدعاء فيها : يستحب الدعاء فيها فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : " قلت يارسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني " .  رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححه والترمذي وقال الترمذي : حسن صحيح .  
*** الاعتكاف :
وهو في اللُّغة : لزوم الشئ وحبس النفس عليه .  
   وفي الشرع : الإقامة في المسجد من شخص مخصوص على صفة مخصوصة . 
مشروعيته : أجمع العلماء على أنه مشروع فقد " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً " رواه البخاري ومسلم  وأبو داود وابن ماجَهْ  وقد اعتكف أصحابه وأزواجه معه وبعده كما ثَبَتَ ذلك في الصحيحين  . بم يكون الاعتكاف ؟ الاعتكاف يكون ولو لفترة وجيزة كما قال الإمام النووي في التبيان في آداب حملة القرآن ص 77 : " فإنه ينبغي لكل جالس في المسجد الاعتكاف سواء أكثر في جلوسه أو أقل بل ينبغي أول دخوله المسجد أن ينوي الاعتكاف وهذا الأدب ينبغي أن يعتني به ويشاع ذكره ويعرفه الصغار والعوام فإنه مما يغفل عنه "  ، ولقد ألمع الإمام ابن قيِّم الجوزية الغرض منه بقوله كما في زاد المعاد 2\82 : " مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى وجمعيته عليه والخلوة به والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والانشغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولي عليه بدلها ويصير الهم كله به والخطرات كلها بذكره والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه فيصير أنسه بالله بدلا عن أنسه بالخلق فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم " ،والأفضل الاعتكاف في المساجد الثلاثة:الحرام أو النبوي أو الأقصى لما  رواه عبد الرزاق و ابن أبي شيبة في مصنفيهما والطبراني في الكبير وغيرهم بسند رواه و قال عنه الإمام الذهبي في السير: صحيح غريب
عال والحديث حسنه الشيخ الألباني في قيام رمضان والصحيحة عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا اعْتِكَافَ إِلا فِي هَذِهِ الْمَسَاجِدِ الثَّلاثَةِ: مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدِ مَكَّةَ، وَمَسْجِدِ إِيلِيَا".
   *** زكاة الفطر : وهي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان وهي واجبة على كل فرد من المسلمين [مالك للنصاب وهو صاع = 2176 جم (حسب الوزن بالقمح) كما في فقه الزكاة د /يوسف القرضاوي 1\372 و2\942  ممن يزيد عن قوته وقوت من يقوم بالإنفاق عليهم ] صغير أو كبير ذكر أو أنثى حر أو عبد وشرعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية في نفس العام الذي فرض فيه الصوم وجاءت قبل فرض الزكاة بمعناه العام  .
*** الحكمة منها : أنها تطهر نفس الصائم مما يكون قد علق بها من آثار اللغو والرفث فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطُعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " رواه أبو داود وابن ماجَهْ  والدار قطني والبيهقي و الحاكم وصححه وأقره المنذري وابن حجر وحسنه ابن قدامة والنووي والألباني
*** إخراج القيمة:  [الفقه الإسلامي وأدلته د  وهبة الزحيلي 2\854-856 وفقه الزكاة 2\801 ] : عند الجمهور لا يجزئ إخراج القيمة في الزكاة ؛ " لأنهم غلبوا معنى العبادة والقربة في الزكاة فحتموا على المالك إخراج العين التي جاء بها النص ولم يجوزوا له إخراج القيمة " وعند الإمام أبي حنيفة وهو قول عمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسفيان الثوري وظاهر صنيع البخاري (كما قال الإمام النووي في المجموع 5\429) حيث بوب في كتاب الزكاة باباً بعنوان : باب العرض في الزكاة (وهو الأخذ بالقيمة ) واختار شيخ الإسلام ابن تيميَّة جواز ذلك لحاجة أو مصلحة راجحة : كأن يطلب ذلك المحتاجون ؛ لأنه أنفع لهم ورجح هذا القول د/ وهبة الزحيلي ود/ القرضاوي والشيخ عبدا لله بن زيد آل محمود حيث " غلب الإمام أبو حنيفة وأصحابه وآخرون من الأئمة الجانب الآخر أنها حق مالي قصد به سد خَلَّة الفقراء فجوزوا إخراج القيمة "  .   

والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد، وآله وصحبه والتابعين، كلَّما ذكره الذاكِرُون، أو غفل عن ذكره الغافلون.

      

                                                 جمع وإعداد
محمود داود دسوقي خطابي
                                                                                                             

                                                                                                                                               






الأربعاء، 22 يونيو 2011

مقتطفات من كتاب صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل للشيخ العلامة عبدالفتاح أبي غُدة( المُتوفَّى سنة 1417هـ -1997م رحمه الله تعالى) كتبها صخر المصمودي(1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فهذه مقتطفات من كتاب صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل للشيخ العلامة عبدالفتاح أبي غُدة( المُتوفَّى  سنة 1417هـ -1997م رحمه الله تعالى)    كتبها صخر المصمودي:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=268207:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:


وبعد فقد من الله علي بقراءة كتاب "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل" للشيخ العلامة عبد الفتاح أبي غدة وكنت قد جمعت واقتطفت كثيرا من الفوائد التي يذكرها في كراسة أحببت اتحافكم بها سائلا الله عزوجل ان ينفع بها


وهذا رابط للكتاب كتاب "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم و التحصيل" - د. عبد الفتاح ابو غده pdf
6 ميجا - 150 صفحه
http://www.ahlalhdeeth.net/twealib/0126.pdf
الفوائد:


-قال ابن الجوزي في "صفة الصفوة" الذي اختصر به كتاب "حلية الأولياء"لأبي نعيم الأصبهاني ."إنما أنقل عن القوم محاسن مانقل,ولا أنقل كل مانقل ,إذ لكل شيء صناعة,وصناعة العقل حسن الاختيار".
فأنعم به في البعد زاد مسافر **وأحسن به القرب تحفة قادم.


-قال أبو بكر الصولي الأديب -محمد بن يحيى- :كاتبت أباحنيفة الدِّيْنَوَرِي-أحد نوابغ الدهور وبلغاء البيان-,فأغفلت التاريخ,فكتب إلي :وصل إلي كتابك مبهم الأوان,مظلم االبيان,فأدى خبرا ما القرب فيه بأوفى من البعد منه,فإذا كتبت-أعزك الله-فلتكن كتبك موسومة بالتاريخ,لأعرف أدنى اثارك ,وأقرب أخبارك.
"لباب الاداب"أسامة بن منقذ 20


-قال الإمام أبومحمد التميمي الحنبلي البغدادي-رزق الله-بن عبد الوهاب 396هـ488هـ"يقبح بكم أن تستفيدوا منا,ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا"رحمة الله عليه.


-قال بعض السلف-"الحكايات جند من جنود الله تعالى ,يثبت الله بها قلوب أوليائه" وشاهده من كتاب الله تعالى قوله سبحانه "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك".


-قال أبو إسحاق الغزي(ابراهيم بن عثمان)441هـ524هـ
لا تعجبن لمن أغناه عن أدب ***جهل!فإن العمى يغني عن السرج
أخفاك مكثك في أرض نشأت بها***وليس يعرف قدر الدر في اللجج



-قال ابن رشيد المغربي السبتي675هـ721هـ
فغرب ولا تحفل بفرقة موطن**تفز بالمنى في كل ماشئت من حاج
فلولا اغتراب المسك ماحل مفرقا**ولولا اغتراب الدر ماحل في التاج

يتبع إن شاء الله تعالى ...

الجمعة، 3 يونيو 2011

آية اشتملت على الملل الست وبيان شيخ الإسلام ابن تيميَّة (ت728هـ)رحمه الله تعالى لذلك كتبه محمود داود دسوقي خطابي

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63698
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية اشتملت على الملل الست وبيان شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى لذلك
آية واحدة في القرآن الكريم اشتملت على الملل الست وهذه الآية هي قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
*** فهذه الآية الكريمة جمعت كل الملل التي في الدنيا .
*** وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى سبب ذكر الملل الست هنا بقوله كما في مجموعة الفتاوى، جـ 15ص 267 : " لأن هذه السورة سورة الملة الإبراهمية الذى جادل بعلم وعبدالله بعلم ولهذا ضمنت ذكر الحج وذكر الملل الست " . انتهى.
وقال رحمه الله تعالى في جـ 19 ص110 :" وقال فى آخر سورة الحج التى ذكر فيها الملل الست وذكر ما جعل لهم من المناسك والمعابد وذكر ملة إ براهيم خصوصاً".انتهى.
***وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى في مواضع من مجموعة الفتاوى وغيرها إلى الملل الست منها قوله في مجموعة الفتاوى ،جـ32 ص187-188 :" قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
فذكر الملل الست وذكر أنه يفصل بينهم يوم القيامة ولما ذكر الملل التي فيها سعيد في الآخرة قال :{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً[1] } في موضعين[2] فلم يذكر المجوس ولا المشركين فلو كان في هاتين الملتين سعيد في الآخرة كما في الصابئين واليهود والنصارى لذكرهم فلو كان لهم كتاب لكانوا قبل النسخ والتبديل على هدىً وكانوا يدخلون الجنة إذا عملوا بشريعتهم كما كان اليهود والنصارى قبل النسخ والتبديل فلمَّا لم يذكر المجوس في هؤلاء عُلم أنه ليس لهم كتاب بل ذكر الصابئين دونهم مع أن الصابئين ليس لهم كتاب إلا أن يدخلوا في دين أحد من أهل الكتابين وهو دليل على أن المجوس أبعد عن الكتاب منهم" انتهى.
***وقال في الرد على المنطقيين ، ص 288-289 : " فهؤلاء كانوا يدينون بالتوراة قبل النسخ و التبديل و كذلك الذين دانوا بالإنجيل قبل النسخ و التبديل و الصابئون: الذين كانوا قبل هؤلاء كالمتبعين لملة إبراهيم إمام الحنفاء صلى الله عليه وصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنه حميد مجيد قبل نزول التوراة والإنجيل، وهذا بخلاف المجوس والمشركين فإنه ليس فيهم مؤمن فلهذا قال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
فذكر الملل الست هؤلاء وأخبرأنه يفصل بينهم يوم القيامة .
لم يذكر في الست من كان مؤمناً إنما ذكر ذلك في الأربعة فقط ثم إن الصابئين ابتدعوا الشرك فصاروا مشركين والفلاسفة المشركون من هؤلاء المشركين أما قدماء الفلاسفة الذين كانوا يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئًا ويؤمنون بأن الله مُحْدِثٌ لهذا العالَم ويقرون بمعاد الابدان فأولئك من الصابئة الحنفاء الذين اثنى الله عليهم ثم المشركون من الصابئة كانوا يقرون بحدوث هذا العالَم كما كان المشركون من العرب تقر بحدوثه وكذلك المشركون من الهند " . انتهى.




*** وقال رحمه الله تعالى في الصفدية ، جـ2 ص243-244 : "قال تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}البقرة62
فبين اتصاف السعداء من هذه الأصناف الأربعة بالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وقد ذكر في سورة الحج ست ملل فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17
فهنا لما ذكر فصله بينهم يوم القيامة ذكر الملل الست وهناك لما ذكر السعداء لم يذكر إلا الملل الأربع؛ فإن المجوس والمشركين ليس منهم من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً بل كلهم كفار.
والقرآن بين أن السعداء هم الذين اتبعوا الرسل ولا يكون الكامل إلا سعيداً وأن الأشقياء هم المخالفون للرسل فإنما يعذب الله في الآخرة من يخالف الرسل ". انتهى.



[1] - وهذا هو أحد الموضعين وهو في سورة البقرة/ 62 .

[2] - في سورة البقرة/ 62 {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 في سورة المائدة/69 : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69