الثلاثاء، 19 يوليو 2011

مطوية شهر رمضان المبارك كتبها محمود داود دسوقي خطابي

بسم الله الرحمن الرحيم 
                                                                                                                  
مطوية شهر رمضان المبارك

 الحمد لله غافر الذنوب والخَطِيئات، مُنزِل العفوِ عن تقصير خلقه وعجزهم في مُحكَم الآيَات، مُرسِل نبيِّه محمد - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بالهُدَى والرَّحمة ورفع الإصْرَ عن المخلوقات، فله الحمدُ ما ذكَرَه ذاكِر أو غَفَلَ عن ذكره كثيرٌ من المخلوقات، وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على سيِّدنا محمدٍ خيرِ البريَّات وأشرف الموجودات، وعلى آله وصحبه الأَماجِد النُّبلاء العُظَماء السَّادات     
                                                            أما بعد


فقد قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة183)

وقال سبحانه : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(البقرة185)   
*** الصيام لُغَةً : الإمساك ؛ كما قال الله تعالى [حاكياً قول مريم عليها السلام] : {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً }(مريم26)  .
*** الصيام شرعاً : الإمساك بنية التعبد عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب  الشمس .
*** دليل فرضيته :    قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة183)[ وكان ذلك في يوم الإثنين لليلتين خلتا من شعبان في السنة الثانية للهجرة النبوية الكريمة أي : لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم إلا (9) مرات ] ولقول رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ » . رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم عن عبدِ اللهِ بنِ عمر رضي الله عنهما وفي رواية مسلم عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما  عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسَةٍ عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ ».    
***فضل الصوم :  
 ثَبَتَ في المسند و الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل : " « قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ(1) لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ( 2)، فَإِنَّهُ لِى ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ . وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ(3 )، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ(4 )وَلاَ يَصْخَبْ(5 )، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ(6 ). وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ(7 )فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، للصائمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ(8 )» .    
(1)                 – أي: له أجر محدود . (2) – أي: أجره بدون حساب ويشهد لهذا المعنى رواية مسلم : " كل عمل ابن آدم يضاعف له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم ... " . (3) _ بضم الجيم أي : ما يسترك ويقيك مما تخاف والمقصود أنه مانع من المعاصي . (4) _ الفُحش من الكلام . (5) _ أي : لا يصيح ولا يرفع صوته من غير ضرورة . (6) _ قال الإمام ابن تيميَّة في اختياراته ص 194 : " استُحبَّ له أن يجهر بقوله : إني صائم وسواء كان الصوم فرضاً أو نفلاً " .(7) _ بضم الخاء واللام وهو تغير رائحة الفم بسبب الصوم . (8) _ أي : بجزائه وثوابه ؛ لما رواه الإمام أحمد واللفظ له ورواه مسلم وابن خُزيمة في صحيحيهما : " وإذا لقِيَ الله فجزاهُ فَرِحَ " .   
  وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "  إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب و ينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة "رواه الترمذي وابن ماجَهْ وابن حبان والحاكم وصححاه .                                     
 *** فوائد الصيام : للصيام فوائد عديدة منها :
1-   يربي في النفس ملكة التقوى وهي العلة البارزة من الصوم كما قال الله تعالى  : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة183)  .
2-   يعود على الصبر ويقوي عليه .
3-   يعلم ضبط النفس ويساعد عليه .
4-   يعود المسلمين على النظام وينشر بينهم الاتحاد والترابط .
5-   يغرس في النفوس حب العدل والمساواة .
6-   يغرس في نفوس المؤمنين عاطفة الرحمة وخلق الإحسان .
7-   يصون المجتمع من الشرور والمفاسد وسوء الأخلاق .
8-   يطهر الأمعاء ويصلح المعدة وينظف البدن من الفضلات والرواسب ويخفف من وطأة السِّمَنِ وثُقْلِ البطن بالشحم  وفي الحديث " صوموا تصحوا " رواه ابن السني والطبراني في الكبير والأوسط وأبو نُعيم في الطب النبوي وقال الإمامان المنذري والهيثمي: رجاله ثقات .  
  *** الترهيب من الفطر في رمضان من غير عذر:   
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال : " من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه " . رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه والدارمي وعلقه البخاري بصيغة التمريض في ترجمة باب حيث قال : وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ « مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ ، مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلاَ مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ ، وَإِنْ صَامَهُ » . وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِىُّ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ وَحَمَّادٌ يَقْضِى يَوْمًا مَكَانَهُ .    
  ***  بم يثبت الشهر ؟   
يثبت الشهر برؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً كما روى البخاري ومسلم والنَّسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال : " صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين ". 
 *** ركنا الصيام : 
للصيام ركنان هما
1 - الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ؛
لقول الله تعالى: { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ }البقرة187
والمراد بالخيط الأبيض، والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل.
2 – النية ولابد أن تكون قبل الفجر، من كل ليلة من ليالي شهر رمضان لحديث حفصة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يجمع (1)  الصيام قبل الفجر، فلا صيام له".
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنَّسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان. (1) " يجمع " من الإجماع، وهو إحكام النية والعزيمة.
"وتصح في أي جزء من أجزاء الليل، ولا يشترط التلفظ بها فإنها عمل قلبي، لادخل للسان فيه، فإن حقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لوجهه الكريم.
فمن تسحر بالليل، قاصداً الصيام، تقرباً إلى الله بهذا الإمساك، فهو ناوٍ ومن عزم على الكف عن المفطرات أثناء النهار مخلصا لله، فهو ناوٍ كذلك وإن لم يتسحر وقال كثير من الفقهاء: إن نية صيام التطوع تجزئ من النهار، إن لم يكن قد طعم قالت عائشة: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: " هل عندكم شئ؟ قلنا: لا قال: " فإني صائم ". رواه مسلم وأبو داود.
على من يجب الصيام ؟ : أجمع العلماء: على أنه يجب الصيام على المسلم العاقل البالغ، الصحيح المقيم، ويجب أن تكون المرأة طاهرة من الحيض، والنفاس.
فلا صيام على كافر ولا مجنون ولا صبي ولا مريض ولا مسافر ولا حائض ولانفساء ولا شيخ كبير ولا حامل ولا مرضع.
وبعض هؤلاء لا صيام عليهم مطلقاً كالكافر والمجنون وبعضهم يطلب من وليه أن يأمره بالصيام وبعضهم يجب عليه الفطر والقضاء وبعضهم يرخص لهم في الفطر وتجب عليه الفدية.   [ فقه السنة للشيخ سيد سابق (1\437) فما بعدها ]
*** الأيام المستحب صيامها تطوعاً : حث الرسول صلى الله عليه وسلم  ورغب المسلمين في صيام التطوع تقرباً إلى الله تعالى ورفعة للدرجات ومن هذه الأيام ما يلي :
1-                   صيام ستة أيام من شوال  فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر  ".رواه الإمام أحمد
2-                   صوم يوم عرفة وصوم يوم عاشوراء فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صوم يوم عرفة يكفر سنتين: سنة ماضية ومستقبلة وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية " رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي .
3- الصيام في شعبان فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان قالت عائشة رضي الله عنها :" ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قطُّ، إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان". رواه البخاري ومسلم 
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: " ذلك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ". رواه والنسائي وصححه ابن خزيمة وحسنه الألباني
[تَنْبِيهٌ]  تخصيص صوم يوم النصف منه ظناً أن له فضيلة على غيره، مما لم يأت به دليل صحيح.   
4- صوم يومي الإثنين والخميس: فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين، والخميس، فقيل :يارسول الله إنك تصوم الإثنين والخميس فقال: " إن  يوم الإثنين والخميس يغفر الله فيهما  لكل مسلم إلا مهتجرين يقول(1): دعهما حتى يصطلحا " رواه ابن ماجَهْ ورواه الإمام مالك ومسلم وأبو داود والترمذي باختصار ذكر الصوم وفي رواية النسائي وحسنها الألباني " ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " .(1) الظاهر أن الخطاب موجه للملك الذي يعرض الأعمال.
.5- صيام ثلاثة أيام من كل شهر سِيَّما أيام البيض :13و14و15 :
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ". الحديث حسنه النووي والألباني  وقال المنذري : رواه النسائي بإسناد جيِّد والبيهقي . 
6- صيام يوم وفطر يوم:
 عن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما قال :قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: :" فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ قَالَ: فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامُ فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ ". رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم
  *** الأيام المنهي عن صيامها : وهي التي لا يجوز لمسلم أن يصومها ومنها ما يلي :
أ – النهي عن صيام يومي العيدين .
ب _ النهي عن صيام أيام التشريق : وهي الأيام الثلاثة التي تلي عيد النحر .
جـ _ النهي عن صيام يوم  الجمعة أو يوم السبت منفردين فإن ضُمَّ إلى أحدهما غيره إليه أو وافق عادة فقد زالت الكراهة كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة.
د _ النهي عن صيام يوم  الشك : وهو الذي يُشكُّ فيه هل هو آخر الشهر أو أوله ؟
هـ _ النهي عن صيام الدهر : أي يصوم أيام السنة بما فيها العيدان  فإن أفطرهما زال النهي كما قال الإمام النووي .
و _ النهي عن صيام المرأة نفلاً وزوجها حاضر إلا بإذنه .
ز _ النهي عنِ الوِصال : وهو وصل الصيام بعضه بعضاً دون فطر أو سحور . 
*** آداب الصيام : فيستحب للصائم أن يُراعيَ الآداب التالية :
أ _   تأخير السحور : وهو الأكل والشرب في السحر آخر الليل بنية الصيام ولو بجرعة ماء .
ب _ تعجيل الفطور : ويكون ذلك متى تحقق من غروب الشمس  ويكون بالرطب وإلا فالتمر وإلا فالماء.
جـ _ الدعاء عند الفطر : فيدعو المسلم بما أحب من خيري الدنيا والآخرة ؛ لأنه من مواطن الإجابة  .
د _  قول الصائم عند فطره : " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت " أو  " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " .
هـ _ الكف عما يتنافى مع الصيام .
و_ استعمال السواك .
ز _ الجود ومدارسة القرآن الكريم آكد في رمضان من غيره .
ح _ الاجتهاد في  العبادة في العشر الأواخر من رمضان .
*** ما يجوز للصائم : يجوز للصائم فعل أشياء إن أراد فعلها ولا تبطل صيامه وهذه الأشياء هي :
1_ جواز فطر الصائم المتطوع إذا دُعِيَ إلى الإفطار مع رغبة الداعي له بالفطر وتكلفه له .
2 _ يجوز للصائم نزول الماء والانغماس فيه( والمضمضة والاستنشاق دون مبالغة فيهما) .
3 _ يجوز للصائم فعل [الاكتحال -القطرة -الحِجامة –الحُقنة ] إن احتاجها .
4-  يجوز للصائم استخدام البخاخ لمن عنده ضيق في التنفس .
5 _ ذوق الطعام لحاجة .
6 _ شم الروائح لا بأس به كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة .
7 _ يُباح الأكل والشرب وسائر المفطرات من بعد غروب الشمس حتى تطلُع الشمسُ .  
*** قضاء رمضان : لا يجب على الفور بل يجب وجوباً موسعاً ؛ فقد روى الإمام أحمد ومسلم أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان .   
*** ليلة القدر : وهي ليلة مباركة معظمة العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر كما قال الله تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }   القدر 1_3
 [فائدة ]  وقد استنبط بعض العلماء أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان (إضافة لبعض النصوص الشرعية)  من شيئين هما :
الأول : تكرر {لَيْلَةِ الْقَدْرِ}  في السورة الكريمة ثلاث مرات  ولو ضربنا عدد الحروف في عدد التكرار لأصبح العدد =  27   .  
الثاني : أننا لو حسبنا الموقع الرقمي لكلمة [ {هِيَ }القدر5  ]  لوجدناه = 27 .   والراجح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد ها ؛ لينشط  المسلمون في العبادة  وأجاب من سأله إجابات عامة ؛ لينشط وليشمر لهل المشمرون .  
  ***علاماتها : لليلة القدر علامات تعرف بها ومن هذه العلامات ما يلي :
1_ أنها ليلة سمحة طلقة طيبة .
2_ أنها ليلة لا حارة ولا باردة أي : معتدلة فحرها وبردها لا يؤذيان .
3_ أنها ليلة لا يُرمى فيها بنجم .
4_ تصبح الشمس صبيحتها حمراء شديدة الحمرة وضعيفة الضوء لا شعاع لها مثل القمر ليلة البدر .
5_ تكون الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى .
*** الدعاء فيها : يستحب الدعاء فيها فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : " قلت يارسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني " .  رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححه والترمذي وقال الترمذي : حسن صحيح .  
*** الاعتكاف :
وهو في اللُّغة : لزوم الشئ وحبس النفس عليه .  
   وفي الشرع : الإقامة في المسجد من شخص مخصوص على صفة مخصوصة . 
مشروعيته : أجمع العلماء على أنه مشروع فقد " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً " رواه البخاري ومسلم  وأبو داود وابن ماجَهْ  وقد اعتكف أصحابه وأزواجه معه وبعده كما ثَبَتَ ذلك في الصحيحين  . بم يكون الاعتكاف ؟ الاعتكاف يكون ولو لفترة وجيزة كما قال الإمام النووي في التبيان في آداب حملة القرآن ص 77 : " فإنه ينبغي لكل جالس في المسجد الاعتكاف سواء أكثر في جلوسه أو أقل بل ينبغي أول دخوله المسجد أن ينوي الاعتكاف وهذا الأدب ينبغي أن يعتني به ويشاع ذكره ويعرفه الصغار والعوام فإنه مما يغفل عنه "  ، ولقد ألمع الإمام ابن قيِّم الجوزية الغرض منه بقوله كما في زاد المعاد 2\82 : " مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى وجمعيته عليه والخلوة به والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والانشغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولي عليه بدلها ويصير الهم كله به والخطرات كلها بذكره والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه فيصير أنسه بالله بدلا عن أنسه بالخلق فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم " ،والأفضل الاعتكاف في المساجد الثلاثة:الحرام أو النبوي أو الأقصى لما  رواه عبد الرزاق و ابن أبي شيبة في مصنفيهما والطبراني في الكبير وغيرهم بسند رواه و قال عنه الإمام الذهبي في السير: صحيح غريب
عال والحديث حسنه الشيخ الألباني في قيام رمضان والصحيحة عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا اعْتِكَافَ إِلا فِي هَذِهِ الْمَسَاجِدِ الثَّلاثَةِ: مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدِ مَكَّةَ، وَمَسْجِدِ إِيلِيَا".
   *** زكاة الفطر : وهي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان وهي واجبة على كل فرد من المسلمين [مالك للنصاب وهو صاع = 2176 جم (حسب الوزن بالقمح) كما في فقه الزكاة د /يوسف القرضاوي 1\372 و2\942  ممن يزيد عن قوته وقوت من يقوم بالإنفاق عليهم ] صغير أو كبير ذكر أو أنثى حر أو عبد وشرعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية في نفس العام الذي فرض فيه الصوم وجاءت قبل فرض الزكاة بمعناه العام  .
*** الحكمة منها : أنها تطهر نفس الصائم مما يكون قد علق بها من آثار اللغو والرفث فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطُعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " رواه أبو داود وابن ماجَهْ  والدار قطني والبيهقي و الحاكم وصححه وأقره المنذري وابن حجر وحسنه ابن قدامة والنووي والألباني
*** إخراج القيمة:  [الفقه الإسلامي وأدلته د  وهبة الزحيلي 2\854-856 وفقه الزكاة 2\801 ] : عند الجمهور لا يجزئ إخراج القيمة في الزكاة ؛ " لأنهم غلبوا معنى العبادة والقربة في الزكاة فحتموا على المالك إخراج العين التي جاء بها النص ولم يجوزوا له إخراج القيمة " وعند الإمام أبي حنيفة وهو قول عمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسفيان الثوري وظاهر صنيع البخاري (كما قال الإمام النووي في المجموع 5\429) حيث بوب في كتاب الزكاة باباً بعنوان : باب العرض في الزكاة (وهو الأخذ بالقيمة ) واختار شيخ الإسلام ابن تيميَّة جواز ذلك لحاجة أو مصلحة راجحة : كأن يطلب ذلك المحتاجون ؛ لأنه أنفع لهم ورجح هذا القول د/ وهبة الزحيلي ود/ القرضاوي والشيخ عبدا لله بن زيد آل محمود حيث " غلب الإمام أبو حنيفة وأصحابه وآخرون من الأئمة الجانب الآخر أنها حق مالي قصد به سد خَلَّة الفقراء فجوزوا إخراج القيمة "  .   

والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد، وآله وصحبه والتابعين، كلَّما ذكره الذاكِرُون، أو غفل عن ذكره الغافلون.

      

                                                 جمع وإعداد
محمود داود دسوقي خطابي
                                                                                                             

                                                                                                                                               






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق