الأحد، 24 أبريل 2011

المقصود بـ متأخري الحنابلة رحمهم الله تعالى - محمود داود دسوقي خطابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقصود بـ متأخري الحنابلة رحمهم الله تعالى
ذكرالعلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (المُتَوَفَّى سنة 1392هـ رحمه الله تعالى   ):في حاشية الرَّوْضِ المُرْبِعِ شَرح زادِ الُمسْتَقْنِعِ ، حـ 1 ص 93 حاشية ( 1 ). " المتقدِّمون[1] من الإمام [ يعني : الإمام أحمد بن حنبلٍ (المُتَوَفَّى سنة241 هـ رحمه الله تعالى   ) ]
إلى القاضي أبي يَعْلى ( المُتَوَفَّى سنة 458 هـ رحمه الله تعالى ) ،والمتوسِّطون منه إلى المُوفَّق ( يعني: الإمام ابن قُدامَة صاحب المُغْنِي المُتَوَفَّى سنة ( 620 هـ ) رحمه الله تعالى ؛ والمتأخرون من المُوفَّق إلى الآخر ." .انتهى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[1]
- أي : من علماء السادة الحنابلة رحمهم الله تعالى .

سيدناإسماعيل عليه السلام أول من فُتق لسانه بالعربية- محمود داود دسوقي خطابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ...جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
*** بالنسبة لسيدنا إسماعيل عليه السلام أصل لسانه عليه السلام أنه ليس عربياً لكن فُتِقَ لسانُهُ بالعربية وتلكلم بعد ذلك بالعربية المُبِينَة كما جاء في الحديث :عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أول من فتق لسانه بالعربية المُبِيْنَة إسماعيل و هوابن أربع عشرة سنة ".
أخرجه الإمام الشيرازي في الألقاب[والكُنى] وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير،جـ 1ص 504وأشار أيضاً بقوله :الزبير بن بكار[في النَّسَب]-علي .
الطبراني[ في الكبير ]والديلمي[في مُسنَد الفردوس] ابن عباس.
*** وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : "[قَوْلُهُ : ( وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّة مِنْهُمْ )]:فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ لِسَان أُمّه وَأَبِيهِ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًّا ، وَفِيهِ تَضْعِيف لِقَوْلِ مَنْ رَوَى أَنَّهُ أَوَّل مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد الْحَاكِم فِي " الْمُسْتَدْرَك " بِلَفْظِ " أَوَّل مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّةِ إِسْمَاعِيل " وَرَوَى الزُّبَيْر بْن بَكَّارٍ فِي النَّسَب مِنْ حَدِيث عَلِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ قَالَ : " أَوَّل مَنْ فَتَقَ اللَّه لِسَانه بِالْعَرَبِيَّةِ الْمُبِينَة إِسْمَاعِيل ". وَبِهَذَا الْقَيْد يُجْمَع بَيْن الْخَبَرَيْنِ فَتَكُون أَوَّلِيَّته فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ الزِّيَادَة فِي الْبَيَان لَا الْأَوَّلِيَّة الْمُطْلَقَة فَيَكُون بَعْد تَعَلُّمه أَصْل الْعَرَبِيَّة مِنْ جُرْهُم أَلْهَمَهُ اللَّه الْعَرَبِيَّة الْفَصِيحَة الْمُبِينَة فَنَطَقَ بِهَا ، وَيَشْهَد لِهَذَا مَا حَكَاهُ اِبْن هِشَام عَنْ الشَّرْقِيّ بْن قَطَامِيّ " إِنَّ عَرَبِيَّة إِسْمَاعِيل كَانَتْ أَفْصَح مِنْ عَرَبِيَّة يَعْرُب بْن قَحْطَان وَبَقَايَا حِمْيَر وَجُرْهُم " وَيُحْتَمَل أَنْ تَكُون الْأَوَّلِيَّة فِي الْحَدِيث مُقَيَّدَة بِإِسْمَاعِيل بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَقِيَّة إِخْوَته مِنْ وَلَد إِبْرَاهِيم فَإِسْمَاعِيل أَوَّل مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ وَلَد إِبْرَاهِيم ، وَقَالَ اِبْن دُرَيْدٍ فِي " كِتَاب الْوِشَاح " أَوَّل مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّةِ يَعْرُب بْن قَحْطَان ثُمَّ إِسْمَاعِيل".انتهى.
*** وقال الإمام المُناوِي في فيض القدير ،جـ2ص203: "(ألهم إسماعيل) الذي وقفت عليه في أصول قديمة صحيحة من شعب البيهقي والمستدرك وتلخيصه للذهبي بخطه إبراهيم بدل إسماعيل فليحرر وإنما نشرحه على لفظ إسماعيل (هذا اللسان العربي إلهاما) من الله تعالى أي ألهم الزيادة في بيانه وإيضاح تبيانه بعد ما تعلم العربية من أهل جرهم ولم تكن لسان أبويه كما يشعر به في البخاري في نزول أمه مكة ومرور رفقة من جرهم فتعلم منهم فالأولية في الخبر الآتي أول من فتق لسانه بالعربية إسماعيل ، فالمراد بها الأولية المقيدة بزيادة البيان وأحكام إفصاح ذلك اللسان لا الأولية المطلقة فإنها ليعرب بن قحطان ( الحاكم والبيهقي في شُعب الإيمان عن جابر) قال الحاكم على شرط مسلم واعترضه الذهبي بأن مداره على إبراهيم بن إسحاق الغسيلي وكان يسرق الحديث انتهى.
وقال البيهقي عقب إيراده المحفوظ مرسل. " . انتهى.
*** وقال الإمام المُناوِي في ،جـ3 ص120 2837 :"(أول من فُتِق لسانه) ببناء فتق للمفعول وللفاعل أي الله (بالعربية) أي باللغة العربية وهي كما في المصباح كغيره ما نطق به العر ب (المُبِيْنَة) أي الموضحة الصريحة الخالصة (إسماعيل) ابن إبراهيم الخليل قال الزمخشري : ويسمى أبو الفصاحة قال في الروض الأنف : وهو نبي مرسل إلى جرهم والعماليق الذين كانوا بأرض الحجاز فآمن بعض وكفر بعض (وهو ابن أربع عشرة سنة) قال
الديلمي : أصل الفتق الشق أي أنطق الله لسان إسماعيل حتى تكلم بها وكان أول من نطق بها كذلك وقال في المصباح : يقال العرب العاربة هم الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان وهو اللسان القديم والعرب المستعربة هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم وهي لغة الحجاز وما والاها انتهى.
قال ابن حجر : وأفاد بهذا القيد أعني المبينة أوليته في ذلك بحسب الزيادة والبيان لا الأولية المطلقة وإلا فأول من تكلم بالعربية جرهم وتعلمها هو من جرهم ثم ألهمه الله العربية الفصيحة المبينة فنطق بها ويشهد له ما حكي أن عربية إسماعيل كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم ويحتمل كون الأولية مقيدة بإسماعيل بالنسبة إلى إخوته من ولد إبراهيم (الشيرازي) في كتاب (الألقاب عن علي) أمير المؤمنين ظاهر عدول المصنف للشيرازي أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو عجب فقد خرجه الطبراني والديلمي من حديث ابن عباس باللفظ المزبور قال ابن حجر : وإسناده حسن ورواه الزبير بن بكارمن حديث علي رفعه باللفظ المزبور وحسن ابن حجر إسناده أيضاً" . انتهى.

الأنبياء العرب 4 فقط عليهم الصلاة والسلام يجمع أسماءهم لفظ: [شَهْصَمْ]-محمود داود دسوقي خطابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من حكمة العلي العليم الحكيم سبحانه وتعالى أن أرسل لكل أمة رسولاً يتكلم بلسانها كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4
وقال الإمام الحافظ ابن كثير في كتابه : قصص الأنبياء ،ص 80 :" وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه[أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه] : « ...وأربعة من العرب : هود ، وشعيب ، وصالح ، ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم »". انتهى.
ويجمع أسماء هؤلاء الأربعة من الرسل عليهم الصلاة والسلام لفظ : [شَهْصَمْ] : فحرف الشين يشير إلى شُعيب عليه السلام وحرف الهاء يشير إلى هود عليه السلام وحرف الصاد يشير إلى صالح عليه السلام وحرف الميم يشير إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وإلى ذلك أشار الشيخ الدكتور /بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى في حاشية كتابه : الإبطال لنظرية الخلط بين الإسلام وبين غيره من الأديان، عند قوله :

" ومن هذا العدد المبارك : أربعة من العرب ، وهم : هود ، وصالح ، وشعيب ، ومحمد - صلى الله عليهم وسلم أجمعين"[1].
.............................. ...................

[1] - جمعهم بعضهم بقوله : [شَهْصَمْ] .

قصةصبرورضى ووفاة الإمام أبي قِلابة الجَرْمِي (ت104هـ رحمه الله تعالى)بعريش مصر-محمود داود دسوقي خطابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة[1] الإمام أبي قِلابة الجَرْمِي المتوفى سنة 104هـ رحمه الله تعالى
قال الحافظ الذهبي[2] رحمه الله تعالى:" أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمِي البصري أحد الاعلام روى عن سمَُرة بن جُندب وثابت بن الضحاك وأنس بن مالك النجاري وأنس بن مالك الكعبي وزهدم بن مضرب وعمرو بن سلمة وخلق، وأرسل عن حذيفة وعائشة وطائفة وروايته عن عائشة مع هذا في صحيح مسلم.
حدَّث عنه أيوب[3] وحُميد ويحيى بن أبي كثير وخالد الحذَّاء وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وآخرون.
طُلب للقضاء فتغيَّب وتغرَّب عن وطنه فقدم الشام ونزل داريا وكان عظيم القدر.
روى حماد بن زيد عن أيوب قال: مرض أبو قلابة بالشام فعاده عمر بن عبد العزيز وقال: يا أبا قلابة: تشدد لا يشمت بنا المنافقون.
قال حماد: مات أبو قلابة بالشام فأوصى بكتبه لأيوب السَّخْتِياني فجئ بها في عدل راحلة.
وقال ابن عُلَيَّة :أخبرنا أيوب قال: أوصى لي أبو قلابة بكتبه فأتيت بها من الشام فأديت كراءها بضعة عشر درهماً.
قال أبو عبيدة وشبَّاب وأبو سعيد بن يونس: مات أبو قلابة سنة أربع ومائة.
وقال الهيثم بن عدي وغيره :سنة سبع ومائة وقال ابن مَعِين: سنة ست أو سبع .رحمه الله تعالى.
وأخبرني عبد المؤمن بن خالد الحافظ قال:و أبو قلابة ممن ابتُلِيَ في بدنه ودينه ،أُريد على القضاء بالبصرة فهرب إلى الشام فمات بعريش مصر سنة أربع وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر" . انتهى.
وقال الحافظ الذهبي[4] أيضاً رحمه الله تعالى: " وقد أخبرني عبدالمؤمن - شيخنا - أن أبا قلابة ممن ابتُلى في بدنه ودِينه، أُريد على القضاء، فهرب إلى الشام، فمات بعريش مصر سنة أربع، وقد ذهبت يداه ورجلاه، وبصره، وهو مع ذلك حامد شاكر" . انتهى.
قال الإمام ابن حِبَّان[5]
" الأوزاعي عن عبد الله بن محمد[6] قال: خرجت إلى ساحل البحر مرابطاً وكان رابطُنا يومئذ عريش مصر قال: فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببَطِيحَة[7] وفى البَطِيحَة خيمةٌ فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره و ما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول:[ اللهم أوزعنى أن أحمدك حمداً أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلاً] قال الأوزاعي: قال عبد الله :قلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا الكلام؟ فهم أم علم ؟أم إلهام ألهمه؟ فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت سمعتك وأنت تقول : [ اللهم أوزعنى أن أحمدك حمداً أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلاً] فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها ؟وأي فضيلة تفضل بها عليك تشكره عليها؟ قال: وما ترى ما صنع ربي والله لو أرسل السماء عليَّ ناراً فأحرقتنى وأمر الجبال فدمَّرتنى وأمر البحار فغرَّقتنى وأمر الأرض فبلعتنى ما ازددت لربى إلا شكراً؛ لما أنعم عليَّ من لساني هذا ولكن يا عبد الله إذ أتيتني لي إليك حاجة قد تراني على أي حالة أنا:أنا لست أقدر لنفسى على ضر ولا نفع ولقد كان معي بُنَيٌّ لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني وإذا جعت أطعمني وإذا عطشت سقاني ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فَتَحَسَّسْهُ[8] لي رحمك الله. فقلت: والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجراً ممن يمشي في حاجة مثلك فمضيت في طلب الغلام فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبُع وأكل لحمه فاسترجعت وقلت: أنى لي وجهٌ رقيقٌ[9] آتى به الرجل فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه و سلم فلما أتيته سلمت عليه فرد عليَّ السلام فقال: ألست بصاحبي؟ قلت: بلى قال: ما فعلت في حاجتي؟ فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي صلى الله عليه و سلم؟ قال: بل أيوب النبي، قلت :هل علمت ما صنع به ربه؟ أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده ؟قال: بلى قلت فكيف وجده؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً قلت: لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه؟ قال: نعم، قلت :فكيف وجده ربه؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً قلت فلم يرض منه بذلك حتى صيَّره غَرَضاً لمارِّ الطريق هل علمت؟ قال :نعم، قلت: فكيف وجده ربه؟؟ قال: وجده صابراً شاكراً حامداً أوجز رحمك الله قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبُع فأكل لحمه فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر فقال المبتَلَى[10] :الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقاً يعصيه فيعذبه بالنار ثم استرجع وشهق شهقة فمات فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون عظمت مصيبتي رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر على ضر ولا نفع فسجَّيته بشَمْلَةٍ كانت عليه وقعدت عند رأسه باكياً فبينما أنا قاعد إذ تهجَّم عليَّ أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله ما حالك؟ وما قصتك؟ فقصصت عليهم قصتي وقصته فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مرةً ويديه أخرى ويقولون: بأبي عينٌ طالما غضَّت عن محارم الله وبأبي وجسمه طالما كنت ساجداً والناس نيام فقلت: من هذا يرحمكم الله؟ فقالوا: هذا أبو قِلابة الجِرْمي صاحب ابن عباس لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه و سلم فغسلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه فانصرف القوم وانصرفت إلى رباطي فلما أن جن عليَّ الليل وضعت رأسي فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة وهو يتلو الوحي: {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }[11] فقلت :ألست بصاحبي؟ قال: بلى قلت: أنى لك هذا؟ قال: إن لله درجات لا تُنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية " .رحمه الله تعالى .
ورواها الإمام ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتاب :الصبر والثواب عليه(99) وقال رحمه الله تعالى :" ... قال الأوزاعي : قال لي الحكيم : يا أبا عمرو وما تنكر من هذا الولي ؟ والاه ، ثم ابتلاه فصبر ، وأعطاه فشكر ؟ والله لو أن ما حنت عليه أقطار الجبال ، وضحكت عنه أصداف البحار ، وأتى عليه الليل والنهار ، أعطاه الله أدنى خلق من خلقه ، ما نقص ذلك من ملكه شيئاً قال الوليد : قال لي الأوزاعي : ما زلت أحب أهل البلاء منذ حدثني الحكيم بهذا الحديث".انتهى.

وقدذكرها الشيخ أبو إسحاق الحُويني في:http://www.*******.com/watch?v=mYxlYRw0FAE



[1] - القصة ثابتة قد رواها الإمام ابن حِبان في كتاب الثقات ،جـ 5 ص3 (3561) ورواها الإمام ابن أبي الدنيا في كتاب :الصبر والثواب عليه(99)،ورواها الإمام ابن عساكر في تاريخ دمشق،جـ51 ص 114 ،وأشار إليها الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ،جـ4 ص474 وفي تذكرة الحفاظ ،جـ 1ص94.

[2] - في تذكرة الحفاظ ،جـ 1ص94.

[3] - السَّخْتِياني رحمه الله تعالى وسائر المسلمين.آمين.

[4] - في سير أعلام النبلاء ،جـ4 ص474 .

[5] - في كتاب الثقات ،جـ 5 ص3 (3561) .

[6] - ذكر الشيخ أبو إسحاق الحُوَيْني [في الرابط أدناه] أن الراوي المُبْهم في رواية ابن أبي الدنيا سُميَ في رواية ابن حبان .

[7] - في تاج العروس للزبيدي: "البَطائِحُ : جَمْع بَطيحةٍ . في الصّحاح : " تَبطَّحَ السَّيْلُ : اتَّسَعَ في البِطْحاءِ " .انتهى. والبطيحة العظيمة تكون في حدود:فرسخين في فرسخين(والفرسخ الواحد : ثلاثة أميال) والفرسخ الواحد= 5541متراً والميل الواحد= 1748متراً .

[8] - التحسس: يكون في الخير والتجسس يكون في الشر وكل منهما له مثال في التنزيل الحكيم.

[9] - يعني: بأيِّ وجه أقابله حياءً منه وشفقةً عليه من وقع المصيبة عليه.

[10] - يعني:أباقلابة الجَرْمي :بفتح الجيم. رحمه الله تعالى.

كلا لم ترد في النصف الأول للقرآن الكريم [2]-محمود داود دسوقي خطابي

 كلا لم ترد في النصف الأول للقرآن الكريم [2]
وقسمها مكى أربعة أقسام الأول ما يحسن الوقف فيه على كلا على معنى الرد لما قبلها والإنكار له فتكون بمعنى ليس الأمر كذلك والوقف عليها فى هذه المواضع هو الاختيار ويجوز الابتداء بها على معنى حقا أو إلا وذلك أحد عشر موضعا منها الموضعان فى مريم وفى المؤمنين وفى سبأ ألحقتم به شركاء كلا وموضعان فى المعارج وموضعان فى المدثر وموضع فى المطففين والفجر والحطمة قال فهذه أحد عشر موضعا الاختيار عندنا وعند أكثر أهل اللغة أن تقف عليها على معنى النفى والإنكار لما تقدمها ويجوز أن تبتدىء بها على معنى حقا لجعلها تأكيدا للكلام الذى بعدها أو الاستفتاح الثانى مالا يحسن الوقف عليه فيها ولا يكون الابتداء بها على معنى حقا أو إلا أو تعلقها بما قبلها وبما بعدها ولا يوقف عليها ولا يبتدأ بها والإبتداء بهافي المواضع أحسن وذلك فى ثمانية عشر موضعا موضعان فى المدثر وما هى إلا ذكرى للبشر كلا والقمر كلا بل لا يخافون الآخرة كلا إنه تذكرة وثلاثة فى القيامة أين المفر كلا ثم إن علينا بيانه كلا أن يفعل بها فاقرة كلا إذا وموضع فى عم كلا سيعلمون وموضعان فى عبس إذا شاء أنشره كلا تلهى كلا وموضع فى الانفطار ما شاء ركبك كلا وثلاثة مواضع فى المطففين لرب العالمين كلا إن كتاب الفجار ما كانوا يكسبون كلا إنهم الذى كنتم به تكذبون كلا وموضع فى الفجر حبا جما كلا وثلاثة مواضع فى العلق علم الإنسان مالم يعلم كلا ألم يعلم بأن الله يرى كلا سندع الزبانية كلا وموضعان فى التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون وقوله كلا لو تعلمون فهذه ثمانية عشر موضعا الاختيار عندنا وعند القراء وعند أهل اللغة أن يبتدأ بها و كلا على معنى حقا أو إلا وألا يوقف عليها الثالث ما لا يحسن الوقف فيه عليها ولا يحسن الابتداء بها ولا تكون موصولة بما قبلها من الكلام ولا بما بعدها وذلك موضعان فى عم يتساءلون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون وكذا فى التكاثر ثم كلا سوف تعلمون فلا يحسن الوقف عليها ولا الابتداء بها الرابع ما لا يحسن الابتداء بها ويحسن الوقوف عليها وهو موضعان فى الشعراء أن يقتلون قال كلا إنا لمدركون قال كلا قال فهذا هو هو الاختيار ويجوز فى جميعها أن تصلها بما قبلها وبما بعدها ولا تقف عليها ولا تبتدىء بها ".انتهى.
***
و قال الحافظ السيوطي في الإتقان، جـ 1 ص 68 :" وقال الديريني رحمه الله:وما نزلت كلا بيثرب فاعلمن ... ولم تأت في القرآن في نصفه الأعلى
وحكمة ذلك أن نصفه الأخير نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة فتكررت فيه على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم، بخلاف النصف الأول، وما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذاتهم وضعفهم، ذكره العماني " . انتهى.
***
وقال في جـ1 ص 198:" قال الجويني في تفسيره.كلا في القرآن في ثلاثة وثلاثين موضعاً، منها سبع للردع اتفاقاً فيوقف عليها، وذلك عهداً كلا، عزا كلا في مريم، أن يقتلون قال كلا، إنا لمدركون قال كلا، في الشعراء شركاء كلا، أن أزيد كلا، أين المفر كلا. والباقي منها ما هوبمعنى حقاً قطعاً فلا يوقف عليه. ومنها: ما احتمل الأمرين ففيه الوجهان. وقال مكي: هي أربعة أقسام، الأول: ما يحسن الوقف فيه عليها على معنى الردع وهوالاختبار، ويجوز الابتداء بها على معنى حقاً، وذلك أحد عشر موضعاً: اثنان في مريم، وقد أفلح، وفي سبأ. واثنان في المعارج. واثنان في المدثر: أن أزيد كلا، منشرة كلا. وفي المطففين: أساطير الأولين كلا، وفي الفجر أهانني كلا، وفي الحطمة أخلده كلا. الثاني: ما يحسن الوقف عليها ولا يجوز الابتداء بها بل توصل بما قبلها وبما بعدها، وهما موضعان في الشعراء: أن يقتلون قال كلا، إنا لمدركون قال كلا. الثالث: ما لا يحسن الوقف عليها ولا الابتداء بها بل توصل بما قبلها وبما بعدها، وهما موضعان في عم والتكاثر: ثم كلا سيعلمون، ثم كلا سوف تعلمون. الرابع: ما لا يحسن الوقف عليها ولكن يبتدأ بها، وهي الثمانية عشر الباقية".انتهى.

كلا لم ترد في النصف الأول للقرآن الكريم [1]-محمود داود دسوقي خطابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلا لم ترد في النصف الأول للقرآن الكريم [1]
وأول موضع لـ {كَلَّا } في النصف الثاني من القرآن الكريم في سورة مريم عليها السلام في قوله تعالى:
{
كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً }مريم79
***
في البرهان للإمام الزركشي ،جـ1 ص 188:" كل سورة فيها كلا فهى مكية " .انتهى.
***
وقال في جـ1 ص189 :" وقال الجعبرى لمعرفة المكى والمدنى طريقان سماعى وقياسى فالسماعى ما وصل إلينا نزوله بأحدهما والقياسى قال علقمة عن عبد الله كل سورة فيها يأيها الناس فقط أو كلا ... فهى مكية " .انتهى.وقال في جـ1 ص368:" فى الكلام على كلا فى القرآن كلا فى القرآن على ثلاثة أقسام إحداها ما يجوز الوقف عليه والابتداء به جميعا باعتبار معنيين والثانى ما لا يوقف عليه ولا يبتدأ به والثالث ما يبتدأ به ولا يجوز الوقف عليه وجملته ثلاثة وثلاثون حرفا تضمنها خمس عشرة سورة كلها فى النصف الأخير من القرآن وليس فى النصف الأول منها شىء وللشيخ عبد العزيز الديرينى رحمه الله ... وما نزلت كلا بيثرب فاعلمن ... ولم تأت فى القرآن فى نصفه الأعلى ... وحكمة ذلك أن النصف الآخر نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة فتكررت هذه الكلمة على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم بخلاف النصف الأول وما نزل منه فى اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذلهم وضعفهم والأول اثنا عشر حرفا منها فى سورة مريم أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا ومنه فيها ليكونوا لهم عزا كلا وفى المؤمنين فيما تركت كلا وفى المعارج ينجيه كلا وفيها جنة نعيم كلا وفى المدثر أن أزيد كلا وفيها صحفا منشرة كلا وفى القيامة أين المفر كلا وفى عبس تلهى كلا وفى التطفيف قال أساطير الأولين كلا وفى الفجر أهانن كلا وفى الهمزة أخلده كلا والثانى ثلاثة أحرف فى الشعراء أن يقتلون قال كلا وفيها إنا لمدركون قال كلا وفى سبأ ألحقتم به شركاء كلا والثالث ثمانية عشر حرفا فى المدثر كلا والقمر كلا إنه تذكرة وفى القيامة كلا بل تحبون العاجلة كلا إذا بلغت التراقى وفى النبأ كلا سيعلمون وفى عبس كلا لما يقض وفى الانفطار كلا بل تكذبون وفى التطفيف كلا إن كتاب الفجار كلا أنهم وفى الفجر كلا إذا وفى العلق كلا إن كلا لئن لم ينته كلا لا تطعه وفى التكاثر كلا سوف تعلمون

موضعان-لاثالث لهما-في القرآن الكريم نستطيع قراءتهما من الجهتين - محمود داود دسوقي خطابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه لطيفة من اللطائف القرآنية وهي تُعرف في البلاغة بالْقَلْبِ
بحيث إننا نستطيع قراءة كلمتين فأكثر من اليمين لليسار ومن اليسارلليمين وقد تتبع العلماء ذلك في القرآن الكريم فوجدوا ذلك في موضعين لا ثالث لهما وهما
1 _ {رَبَّكَ فَكَبِّرْ }المدثر3
2_ { كُلٌّ فِي فَلَكٍ }الأنبياء33 و يس40

فواتح سور القرآن الكريم كتبها محمود داود دسوقي خطابي


فواتح سور القرآن الكريم
من كتاب البرهان للإمام الزركشي[1] (ت 794هـ رحمه الله تعالى)، جـ 1 ص 164 وعنه الحافظ السيوطي[2](ت 911هـ رحمه الله تعالى) في الإتقان، جـ 2 ص 282:
قال الإمام الزركشي في كتابه البرهان جـ 1 ص 164 :
" وقد افتتح سبحانه وتعالى كتابه العزيز بعشرة أنواع من الكلام لا يخرج شيء من السور عنها" أ هـ. وهذه الفواتح العشرة هي:
1- الاستفتاح بالثناء عليه عز وجل: والثناء قسمان:
أ- إثبات لصفات المدح في سبع سور: خمسة منها ابتدأت بالحمد وهي : الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر. واثنتان منها بتبارك وهما: الفرقان والملك.
ب ـ تنزيه عز وجل عن النقص وذلك في سبع سور وهي: الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى.
قال الإمام الزركشي في البرهان جـ 1 ص 165:
" قلتُ: وهو سر عظيم من اسرار الألوهية، قال صاحب العجائب:
" سبَّح لله، هذه الكلمة استأثر الله بها فبدأ بالمصدر منها في بني إسرائيل؛ لإنه الأصل ثم الماضي سبَّح في الحديد والحشر والصف؛ لإنه أسبق الزمانين ثم المستقبل في الجمعة والتغابن ثم الأمر في سورة الأعلى استيعاباً لهذه الكلمة من جميع جهاتها وهي أربع: المصدر والماضي والمستقبل والأمر المخاطب، فهذه أعجوبة وبرهان " أهـ.
2- الاستفتاح بحروف التهجي في تسع وعشرين سورة وهذه السور هي:
البقرة وآل عمران والأعراف ويونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحِجْر ومريم وطه و الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة ويس وص وغافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف وق والقلم.
3- الاستفتاح بالنداء في عشر سور وهي :
النساء والمائدة والحج والأحزاب والحجرات والممتحنة والطلاق والتحريم والمزمل والمدثر.
4- الاستفتاح بالجمل الخبرية في ثلاث وعشرين سورة وهي:
الأنفال والتوبة والنجل والأنبياء والمؤمنون والنور والزمر ومحمد والفتح والقمر والرحمن والمجادلة والحاقة والقيامة والمعارج ونوح وعبس والبلد والقدر والبينة والقارعة والتكاثر والكوثر.
5- الاستفتاح بالقسم في خمس عشرة سورة وهي:
الصافات و الذاريات والطور والنجم والمرسلات والنازعات والبروج والطارق والفجر والشمس والليل والضحى والتين والعاديات والعصر.
6-الاستفتاح بالشرط في سبع سور وهي:
الواقعة والمنافقون والتكوير والانفطار والانشقاق والزلزلة والنصر.
7- الاستفتاح بالأمر في ست سور وهي:
الجن والعلق والكافرون والإخلاص والفلق والناس.
8- الاستفتاح بالاستفهام في ست سور وهي:
الإنسان والنبأ والغاشية والشرح والفيل والماعون.
9- الاستفتاح بالدعاء: في ثلاث سور وهي:
المطففين والهمزة والمسد.
10- الاستفتاح بالتعليل في موضع واحد وهو:
سورة قريش.



[1] - الزركشي :فارسي معرب نسبة إلى الزركش: وهو الحرير المنسوج أي:زَرْ كَش.
[2] - ويقال:الأسيوطي : إحدى محافظات الصعيد بمصر.